سيريا مونيتور – دمشق
توصلت الحكومة السورية ووجهاء محافظة السويداء، اليوم الأربعاء، إلى وثيقة تفاهم تهدف إلى تنظيم الأوضاع الإدارية والأمنية في المحافظة، وذلك خلال اجتماع عقد في دارة الرئيس الروحي للموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، بحضور محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور وعدد من الشخصيات التي شاركت في مؤتمر الحوار بدمشق.
وأسفر الاجتماع عن اتفاق على مجموعة من البنود التي تعهدت الدولة بتنفيذها بالتنسيق مع أبناء المحافظة، بهدف معالجة الملفات العالقة وتحقيق الاستقرار الإداري والأمني. ومن أبرز هذه البنود:
- تفعيل عمل الضابطة العدلية على الفور لضمان تطبيق القانون وتعزيز النظام العام.
- تعزيز الملف الأمني والشرطي بإشراف وزارة الداخلية للحفاظ على أمن المحافظة.
- تنظيم أوضاع الضباط والأفراد المنشقين ودمج جميع الفصائل المسلحة ضمن وزارة الدفاع.
- صرف جميع الرواتب المتأخرة للموظفين فوراً لضمان الاستقرار المعيشي.
- إعادة النظر في حالات الموظفين المفصولين قبل تاريخ 8 ديسمبر الماضي، مع إعطاء الأولوية لمن تم فصلهم تعسفياً.
- إصلاح المؤسسات الحكومية مالياً وإدارياً لتعزيز الكفاءة وتحسين الخدمات.
- الإسراع في تعيين أعضاء المكتب التنفيذي المؤقت لتسهيل المعاملات الإدارية للموظفين.
- الحفاظ على السلم الأهلي ومنع أي تعديات على الممتلكات العامة والخاصة.
- إزالة التعديات على أملاك الدولة والطرقات وفق خطة مدروسة، مع توفير البدائل المناسبة.
- تخصيص المبنى السابق لحزب البعث ليكون مقراً رئيسياً للجامعة في المحافظة.
- تشكيل لجنة متابعة لتنفيذ البنود، مع استمرار التشاور لإيجاد حلول لأي مستجدات.
وثيقة دارة قنوات: تفاهم أولي وليس اتفاقاً نهائياً
أكد مصدر في الرئاسة الروحية لمحافظة السويداء أن وثيقة التفاهم الصادرة عن اجتماع دارة قنوات ليست اتفاقاً نهائياً، بل مجموعة من المطالب التي قُدمت إلى الإدارة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن موفد الإدارة تعهد بأن تلتزم الدولة بتنفيذها. وأضاف المصدر أن هناك ملفات عديدة ما تزال قيد التفاوض، ما يشير إلى استمرار الحوار بين الطرفين.
شد وجذب في العلاقة بين الشيخ الهجري والإدارة السورية
شهدت العلاقة بين الشيخ حكمت الهجري والإدارة السورية الجديدة حالة من الشد والجذب، نتيجة تباين الرؤى حول إدارة شؤون المحافظة. فقد طالب الهجري بإنشاء نظام حكم قائم على اللامركزية وفصل السلطات، معتبراً أن هذه الخطوة ضرورية لمنع تقسيم البلاد والوصول إلى دولة مدنية تعكس تطلعات أبناء المحافظة.
المسائل العالقة: عقبات تحتاج إلى حلول
على مدى الفترة الماضية، عُقدت عدة لقاءات بين ممثلين عن الحكومة ووجهاء السويداء، لكن لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة بسبب بعض الخلافات الجوهرية، ومن أبرزها:
- مستقبل الفصائل المحلية المسلحة وآلية دمجها في المؤسسات الرسمية.
- رفض إدخال قوات الجيش والأمن العام من خارج أبناء المحافظة.
- المطالبة بمنح صلاحيات واسعة للإدارة المحلية لضمان تمثيل حقيقي لسكان المنطقة.
- فتح معبر حدودي مع الأردن لدعم التنمية الاقتصادية في المحافظة.
تشكل وثيقة التفاهم خطوة مهمة في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار إداري وأمني في السويداء، لكنها ليست المحطة الأخيرة في مسار الحوار. فالطرفان بحاجة إلى استكمال المفاوضات ومعالجة القضايا العالقة لضمان تنفيذ الاتفاق بطريقة تلبي تطلعات أبناء المحافظة وتعزز وحدة واستقرار سوريا.