سيريا مونيتور -دمشق
رئيس الوزراء الإسرائيل، بنيامين نتنياهو، يعتزم عقد مشاورات أمنية مساء اليوم الإثنين لمناقشة المخاوف المتزايدة بشأن “التأثير التركي” في سوريا، وخاصةً بعد التقارب بين الإدارة السورية الجديدة وتركيا.
في هذا السياق، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو يتابع “بقلق” التقارب بين تركيا وسوريا، مشيرةً إلى أن الاجتماع الأمني سيتناول مسألة “الهيمنة التركية المتزايدة” في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
وفقًا لموقع “واللا”، فإن مصدرًا أمنيًا أفاد بأن هذه المشاورات ستتمحور حول المخاوف من النفوذ التركي المتزايد في سوريا، وسط تزايد القلق من حدوث مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل في الأراضي السورية. وبحسب الموقع ذاته، فإن هناك محادثات بين الحكومة السورية وتركيا بشأن تسليم تركيا قاعدة عسكرية في تدمر، مما يزيد من قلق إسرائيل من الوجود العسكري التركي في تلك المنطقة.
التوترات التركية – الإسرائيلية في سوريا
لقد شهدت العلاقات التركية – الإسرائيلية تصاعدًا في التوترات بعد سقوط الأسد، نتيجة لتضارب المصالح بين الجانبين في سوريا. وكالة “أسوشيتد برس” أفادت بأن تركيا، التي كانت تدعم المعارضة السورية، أصبحت تنادي بسوريا موحدة ومستقرة تحت سلطة مركزية، وقد رحبت مؤخرًا باتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها مع الجيش السوري.
أما إسرائيل، فقد أبدت شكوكًا حول الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، متهمةً إياه بالارتباط بجماعات إسلامية، مع القلق من النفوذ التركي المتزايد في الشمال السوري. وتعتبر إسرائيل أن بقاء سوريا منقسمة يخدم أمنها القومي، خاصةً في ظل النفوذ الإيراني في دمشق.
الباحثة في معهد بروكينغز، أسلي أيدنتاسباس، أوضحت أن سوريا أصبحت ساحة صراع غير مباشر بين أنقرة وتل أبيب، حيث ترى كل دولة في الأخرى منافسًا إقليميًا. هذا الوضع قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، نظرًا للتضارب في الرؤى بشأن مستقبل سوريا.
تحركات عسكرية تركية في سوريا
تستمر تركيا في توسيع وجودها العسكري في شمال سوريا منذ عام 2016، عبر عمليات تستهدف وحدات تابعة لحزب العمال الكردستاني. كما تتمسك بوجود عسكري دائم في المنطقة من خلال قواعد وتحالفات مع فصائل معارضة.
رئيس معهد “ميتفيم” الإسرائيلي، نمرود غورين، أشار إلى أن إسرائيل تفضل بقاء سوريا مجزأة، في إطار ما يعتبره “أفضل سيناريو لحماية الأمن الإسرائيلي”. وأضاف أن صعود أحمد الشرع قد يمثل تهديدًا جهاديًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.
دعوات دولية لفتح قنوات تواصل
التوترات المتصاعدة بين تركيا وإسرائيل في سوريا تثير قلقًا دوليًا، حيث كان الجانبان في السابق قادرين على الفصل بين التعاون الأمني والخلافات السياسية. ولكن الوضع الراهن ينذر بانهيار هذا التوازن، مما يستدعي إلى فتح قنوات تواصل مع أنقرة لتجنب تصاعد الصراع.
وفي هذا السياق، دعا معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، الذي يديره مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية، إلى ضرورة البحث في إمكانية فتح قنوات تواصل مع تركيا. وهذا يعتبر ضروريًا نظرًا لدور تركيا في التأثير على القيادة السورية، ولتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى صراع مباشر بين إسرائيل وسوريا.