سيريا مونيتور -دمشق
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بعض الأطراف الخارجية تسعى لزعزعة الاستقرار في سوريا عبر تأجيج الانقسامات الطائفية والعرقية في البلاد، مشيراً إلى أن تركيا تمتلك تقارير استخباراتية تثبت تورط بعض الدول في الأحداث الأخيرة التي وقعت في الساحل السوري. وأضاف فيدان خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “utv” العراقية، أن هذه التقارير قيد التحليل حالياً.
وأشار فيدان إلى أنه رغم محاولات بعض الأفراد المرتبطين بالنظام السابق لإشعال الفتنة في سوريا، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل بسبب عدم تحريض المؤسسات الحكومية، مما أدى إلى حدوث بعض الحوادث والتوترات بين مختلف الأطراف في المنطقة، وأدان فيدان تلك الأفعال التي أودت بحياة مدنيين من مختلف الطوائف. كما أشار إلى التوتر الطائفي في المنطقة نتيجة السياسات الخاطئة للرئيس السوري السابق بشار الأسد، والتي أدت إلى تفاقم الخلافات بين السنة والعلويين.
وأكد فيدان على ضرورة أن تظل الحكومة السورية محايدة في هذه الأحداث، وأن تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع، داعياً إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الجرائم المحتملة التي قد تكون قد وقعت. وأشاد بجهود الإدارة السورية الحالية، التي تولت الحكم بعد 8 كانون الأول 2024، واعتبرها واعية في التعامل مع هذه القضايا بشكل مسؤول.
وفيما يتعلق بالتعاون الأمني بين تركيا والعراق وسوريا، أعلن فيدان عن مشروع إقليمي لإنشاء منصة للتعاون الأمني بين الدول المعنية، بهدف مواجهة التهديدات المشتركة مثل الجماعات الإرهابية والتهريب عبر الحدود. وأضاف أن هناك توافقاً بين الأردن وتركيا والعراق ولبنان والسعودية والإمارات وقطر ومصر حول تطلعاتهم من الإدارة السورية الجديدة، حيث يطالبون بأن تكون هذه الإدارة غير تهديدية للجيران وتعمل على محاربة التنظيمات الإرهابية وتحترم حقوق الأقليات.
أما في ما يتعلق بمستقبل سوريا في مشروع “طريق التنمية”، فقد أبدى فيدان تفاؤله حول إمكانية انضمام سوريا إلى المشروع، مؤكداً أن ذلك سيكون خطوة إيجابية. مشروع “طريق التنمية” هو طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا، يهدف إلى تسهيل نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج.
وفي رده على استفزازات إسرائيل المستمرة، أكد فيدان أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا تشكل تهديداً ليس فقط لسوريا بل لإسرائيل نفسها. وأوضح أن سياسة الرئيس السوري أحمد الشرع تقوم على عدم تشكيل أي تهديد لدول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، داعياً إسرائيل إلى احترام سيادة الدول واتخاذ سياسات تحقق الأمن لجميع الأطراف.