سيريا مونيتور -دمشق
توصلت الحكومة السورية وممثلو مدينة جرمانا بريف دمشق إلى اتفاق تهدئة يهدف إلى إنهاء التوترات التي شهدتها المدينة مؤخراً وأدت إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر الأمن، وذلك في اجتماع ضم مسؤولين حكوميين ووجهاء محليين وممثلين عن الطائفة الدرزية.
الاجتماع الذي عقد مساء حضره محمد علي عامر، ممثل محافظ ريف دمشق، وأحمد طعمة مسؤول الشؤون السياسية، إلى جانب عدد من المشايخ والفعاليات المجتمعية في جرمانا، وتمخض عن خارطة طريق من أربعة بنود، أبرزها: إعادة الحقوق وتعويض أسر القتلى، ومحاسبة المتورطين في الأحداث، ووقف حملات التحريض الإعلامي، وضمان حرية التنقل بين دمشق والسويداء.
مصادر محلية أكدت أن الجهات الحكومية ستباشر تنفيذ بنود الاتفاق بشكل فوري، في حين شددت محافظة ريف دمشق على قيام الدولة بواجباتها لحماية الأهالي واستعادة الأمن.
وتأتي هذه التهدئة عقب اشتباكات عنيفة اندلعت فجراً في أحياء جرمانا، أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، بينهم عناصر من الأمن العام. وأشارت مصادر أمنية ومحلية إلى أن الأحداث بدأت بعد تداول تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، يتضمن إساءة للنبي محمد، ما فجّر احتجاجات ومواجهات مسلحة بين سكان جرمانا ومسلحين من مناطق مجاورة، أبرزها المليحة وبيت سحم.
وزارة الداخلية السورية نفت وقوع هجوم منظم، ووصفت ما حدث بأنه احتجاج غاضب تعرض لإطلاق نار من مجموعات محلية، وأكدت أن وحداتها الأمنية بالتعاون مع وزارة الدفاع قامت بعزل المنطقة وفض الاشتباك وملاحقة المتسببين به، مشيرة إلى أن التحقيقات جارية لتحديد هوية صاحب التسجيل الصوتي ومحاسبته.
الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا أصدرت بياناً أكدت فيه أن معظم الضحايا من أبناء المدينة المنتسبين للأمن العام، وطالبت السلطات بكشف الحقائق كاملة ووقف التحريض الطائفي.
وفي السياق ذاته، أدان شيخا عقل الطائفة الدرزية، الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي، التسجيل المسيء، محذرَين من الانجرار إلى فتنة طائفية، مؤكدين أن من صدر عنه التسجيل لا يمثل الطائفة.
كما دعت “مضافة رجال الكرامة” إلى ضبط النفس، ورفض محاولات الفتنة التي وصفتها بأنها مدفوعة من جهات خارجية تهدف إلى ضرب السلم الأهلي ووحدة السوريين.
