سيريا مونيتور -دمشق
دعا السفير الأميركي السابق في سوريا، جيمس جيفري، حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية إلى ممارسة ضغوط أكبر على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإعادة الملف السوري إلى مقدمة أولوياته السياسية. وأشار جيفري، في مقابلة مع “إندبندنت عربية” ضمن برنامج “حوارات أميركية”، إلى أن السعودية وقطر تدركان أهمية هذه المرحلة، لكن التحدي يكمن في إقناع ترامب شخصياً بأهمية هذا الملف.
العقوبات والاتصالات مع الحكومة السورية
أكد جيفري أن الولايات المتحدة لم تقطع الاتصال مع الحكومة السورية الجديدة، لكنها وضعت مجموعة مطالب واضحة، تشمل مكافحة تنظيم “داعش”، وتحديد مواقع الأسلحة الكيميائية، ومنع استخدام الأراضي السورية ضد إسرائيل، ودمج “قوات سوريا الديمقراطية” ضمن الدولة بطريقة لا تهدد تركيا.
كما حذّر من استمرار العقوبات، مثل “قانون قيصر”، مشيراً إلى أن هذا الضغط الاقتصادي قد يدفع دمشق نحو طهران، وهو ما يعقد جهود الانفتاح الدولي وإعادة الإعمار. واعتبر جيفري أن هذه العقوبات كانت تستهدف النظام القديم، وليس الدولة السورية الجديدة، وهو ما يستدعي مراجعة شاملة لها.
أوضح جيفري أن هناك انقسامًا داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع القيادة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين يرون أن ماضي الشرع لا يسمح بمنحه الثقة، بينما يرى آخرون أنه يستحق الفرصة استنادًا إلى أدائه في السنوات الأخيرة، خاصة خلال الأزمة في اللاذقية.
أولويات المرحلة الانتقالية
طرح جيفري ثلاث استراتيجيات وصفها بأنها ضرورية لإنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا ومنع استغلال الجماعات المتطرفة للوضع الراهن:
-
توحيد الموقف الدولي: من خلال تعزيز التعاون بين الدول العربية وتركيا وأوروبا والأمم المتحدة.
-
التنسيق الأمني: لضمان الاستقرار على الحدود مع تركيا وإسرائيل والأردن.
-
دعم الاقتصاد السوري: عبر إعادة الإعمار ومنع الانهيار الاقتصادي.
وحذّر جيفري من خطر وجود مقاتلين أجانب، بما في ذلك الأويغور، في صفوف الجيش السوري، معتبراً أن هذا قد يدفع الصين للتدخل في الملف السوري سياسياً، وربما باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
واستذكر جيفري موقفًا حاسمًا اتخذه ترامب في أيلول 2018، حين منع هجوماً وشيكاً على إدلب، بفضل مكالمة بين وزير الخارجية الأميركي حينها، مايك بومبيو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وهو ما اعتبره جيفري خطوة حاسمة في تلك الفترة.
