في خطوة أمنية غير مسبوقة، نقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مجموعة من أخطر معتقليها من سجن الرقة المركزي إلى سجن جديد عالي التحصين يُعرف باسم “سجن الأقطان”، شمالي المدينة، وذلك تحت إشراف مباشر من قوات التحالف الدولي، وسط تغطية جوية مكثفة من مروحيات أميركية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن عملية النقل جرت قبل يومين في ساعات الليل، ووسط إجراءات أمنية مشددة شملت تطويق المنطقة بالكامل، ونشر وحدات خاصة لتأمين خط سير القافلة حتى السجن الجديد، الذي يقع على بعد قرابة 7 كيلومترات شمال مركز مدينة الرقة.
السجن الجديد، الذي أُنشئ في منطقة حساسة تضم مقارّ عسكرية تابعة لمجلس الرقة العسكري ووحدات “HAT”، يتميز بهندسة أمنية ثلاثية مستوحاة من تصميم سجن صيدنايا سيئ الصيت، ويضم 60 مهجعاً جماعياً إلى جانب 120 زنزانة انفرادية، جميعها مزودة بكاميرات مراقبة متطورة تم تركيبها عبر فرق فنية قادمة من الحسكة.
ورغم التكتم الرسمي على ملفات المحتجزين، إلا أن المعلومات المتقاطعة ترجّح أن السجن مخصص لاحتجاز عناصر تنظيم “داعش” المصنفين ضمن الفئات عالية الخطورة، خصوصاً بعد الحوادث الأمنية المتكررة في سجن الرقة، والتي شملت محاولات فرار وتقصيراً في ظروف الاحتجاز.
يُذكر أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن كان قد أجرى عدة زيارات تفتيشية لسجن الرقة المركزي في السنوات الأخيرة، ونقل سابقاً عشرات المعتقلين إلى مراكز أكثر تحصيناً في الحسكة، بعد حوادث فرار منسوبة لعناصر التنظيم.
السجن الجديد يأتي في إطار إعادة هيكلة أمنية ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حيث تزايدت التهديدات في ظل نشاط خلايا “داعش” في الرقة وريفها، ما دفع التحالف لـتعزيز مواقعه الأمنية وتكثيف الرقابة على مراكز الاحتجاز، لتفادي تكرار أي خروقات أو تهديدات أمنية محتملة.