رغم التصعيد مع طهران..إسرائيل تواصل أنشطتها العسكرية والمشاريع الميدانية في جنوب سوريا

 

سيريا مونيتور – نادر دبو – خاص

في الوقت الذي تشهد فيه الجبهة الإيرانية الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق على مستوى الهجمات الجوية وتبادل الصواريخ والمسيرات، تتواصل الأنشطة الإسرائيلية الميدانية في جنوب سوريا، خصوصًا في مناطق ريف القنيطرة ودرعا، بوتيرة متسارعة، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا إسرائيليًا لفصل الجبهة الجنوبية عن حالة الحرب المفتوحة مع إيران.

 

إسقاط مكثف لمسيرات إيرانية فوق الجنوب السوري

أكد مراسل سيريا مونيتور في درعا أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت خلال الأيام الماضية عددًا كبيرًا من الطائرات المسيرة الإيرانية فوق مناطق متفرقة من ريف درعا والقنيطرة، بعضها يحمل طابعًا هجوميًا وبعضها الآخر استطلاعي. وأفادت تقارير ميدانية أنه خلال يوم واحد فقط، تم رصد سقوط أكثر من 10 مسيرات خلال أقل من خمس دقائق في محيط مدينة نوى بريف درعا الغربي، بالتزامن مع عمليات رصد وتحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي.

كما سقطت بقايا عدة مسيرات وصواريخ إيرانية أُطلقت من العمق الإيراني باتجاه أهداف في إسرائيل، في مناطق متفرقة من الجنوب السوري، شملت بلدات في القنيطرة مثل الرفيد وسويسة وكودنة، وفي درعا مثل جلين وتل شهاب وسحم الجولان ونافعة.

 

مشروع “صوفا 53” يتقدم رغم الحرب

ورغم حالة الاستنفار العسكري على الجبهة الشمالية، لم تُوقف إسرائيل أنشطتها الميدانية المرتبطة بما يُعرف بمشروع “صوفا 53″، وهو مسار توسعة عسكرية وأمنية في الجولان السوري المحتل، يشمل عمليات هدم وتجريف وتغيير في البنية السكانية والطبيعية للمنطقة.

وبحسب شهادات من سكان محليين في القنيطرة، نفذت القوات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين عمليات هدم لعدد من المنازل في قريتي الحميدية والقحطانية، وسط انتشار كثيف للآليات العسكرية. وتأتي هذه التحركات ضمن سياسة إسرائيلية مستمرة منذ عام 2023 تهدف إلى توسيع الطرق العسكرية وفرض واقع جديد في مناطق التماس داخل الشريط المحتل.

 

تجريف واسع للأراضي الحراجية في شمال القنيطرة

في موازاة ذلك، تتواصل عمليات التجريف الواسعة في المناطق الحراجية شمال القنيطرة، حيث بدأت إسرائيل منذ بداية الأسبوع الحالي عمليات آلية مكثفة شملت حرش الشحار وحرش جباتا الخشب، وهما منطقتان حراجيتان محاذيتان للشريط الحدودي مع الجولان المحتل.

وأعلنت سلطات الاحتلال عن تجريف أكثر من 500 دونم من الغابات والأراضي الطبيعية بحجة إنشاء بنى تحتية أمنية، الأمر الذي يثير مخاوف من تغيير جذري في طبيعة المنطقة واستخداماتها.

 

دلالات استراتيجية

يرى مراقبون أن استمرار النشاط الإسرائيلي في جنوب سوريا رغم الحرب المفتوحة مع إيران يعكس تصورًا استراتيجيًا يعتبر هذه المنطقة جزءًا من “أمن الداخل”، وأن عملياتها هناك ليست مرتبطة بشكل مباشر بمسرح المواجهة الكبرى. كما تشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل تستثمر انشغال إيران بالحرب لفرض وقائع دائمة في الجولان السوري المحتل.

Read Previous

الخارجية السورية ترحّب بقرار سويسرا لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا

Read Next

وزير الخارجية الفرنسي: الحل العسكري يؤخر البرنامج النووي الإيراني ولا ينهيه

Most Popular