تهجير قسري ومعاناة إنسانية في الحميدية أكثر من 15 عائلة بلا مأوى

إعداد: نادر دبو سيريا مونيتور

كارثة  تضرب ريف القنيطرة

شهدت قرية الحميدية في ريف القنيطرة الأوسط مأساة إنسانية بعد أن فقد أهلها منازلهم وأراضيهم الزراعية نتيجة تحويل قريتهم إلى قاعدة عسكرية مغلقة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الإجراء جاء بشكل مفاجئ وفرض على السكان مغادرة بيوتهم تحت التهديد، تاركًا خلفه أكثر من خمس عشرة عائلة في العراء دون مأوى أو مورد رزق.

فقدان البيت والأرض معاً

أهالي القرية أوضحوا لـ سيريا مونيتورأن الاحتلال نفذ سلسلة عمليات عسكرية خلال الأشهر الأخيرة منعتهم من العودة إلى منازلهم أو أراضيهم.
الحقول والبساتين التي كانت مصدر معيشتهم تحولت إلى منطقة عسكرية محظورة، وأي محاولة للاقتراب من الموقع تقابل بالقوة العسكرية، وهو ما عمّق المأساة وشتت العائلات بين قرى وبلدات مجاورة.

خسائر اقتصادية فادحة

المهجّرون من الحميدية أشاروا إلى أن الكارثة لم تقف عند حد فقدان المأوى، بل طالت حياتهم المعيشية بالكامل بعد حرمانهم من أراضيهم الزراعية ومواسمهم السنوية التي كانت تشكل دخلهم الأساسي.
ويخشى السكان أن يتحول الوضع إلى تهجير دائم، ما يعني ضياع مستقبلهم وترسيخ سياسة تغيير ديمغرافي واضحة في المنطقة.

وعود أممية معلقة

وفد من قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك الأندوفزار القرية، وجمع بيانات مفصلة من الأهالي حول خسائرهم، متحدثًا عن إمكانية تقديم مساعدات عاجلة أو تعويضات مستقبلية. لكن الأهالي يخشون أن تبقى هذه الوعود مجرد حبر على ورق، بينما تتفاقم معاناتهم مع اقتراب فصل الشتاء.

شهادات من الميدان

محمود العلي، أحد المتضررين، قال لـ سيريا مونيتور“:

في ليلة واحدة دخلت الدبابات القرية وأجبرتنا على إخلاء منازلنا. خرجنا بملابسنا فقط. لاحقًا جاءت الجرافات وهدمت خمسة عشر منزلًا بالكامل، بينها منزل عائلتي. كل ما بنيناه عبر السنين ضاع خلال ساعات“.

وأضاف:

حاولنا عبر الحكومة الحصول على مأوى بديل، بعض العائلات وجدت بيوتًا متهالكة للسكن، لكن معظمنا ما زال بلا حل حقيقي، فيما وعود الأندوف لم تتحقق حتى الآن“.

بدوره، أوضح خالد أبو فهد أن خسائره تجاوزت خمسين ألف دولار، وقال:

عملت سنوات طويلة خارج سوريا حتى تمكنت من بناء بيت لي ولعائلتي. لكن الاحتلال دمر كل شيء. الآن أولادي يعيشون معي في غرفتين فقط، والوضع لا يحتمل. لا يمكننا البناء مجددًا لأن أي محاولة ستواجه بالهدم“.

مأساة تتفاقم

الأهالي في الحميدية يعيشون اليوم بين وعود لم تنفذ وواقع مأساوي قاسٍ، فقدان المأوى والأرض والرزق دفعهم إلى التشرد والفقر، وسط غياب أي تحرك فعلي يعيد لهم حقوقهم.

الأزمة تجاوزت حدود المساكن المهدمة لتصبح قضية وجود وكرامة، فيما يطالب المتضررون المجتمع الدولي والأندوف بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحمل مسؤوليته القانونية والإنسانية وتعويض العائلات المتضررة.

Read Previous

العفو الدولية توثق إعدامات خارج نطاق القضاء بحق العشرات في السويداء

Read Next

قوى الأمن الداخلي تضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والأموال في ريف دمشق

Most Popular