استنفار على الشريط الحدودي الجيش الإسرائيلي يوسع أعمال التجريف في القنيطرة

 

سيريا مونيتور – نادر دبو

شهد ريف القنيطرة الجنوبي يوم أمس تحركات ميدانية لآلياتٍ تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط قرية صيدا الحانوت القريبة من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، حيث بدأت الجرافات العسكرية برفع سواتر ترابية وشق مسارات ترابية جديدة ضمن ما يعرف بمشروع “طريق صوفا 53”، الذي يمتد من القطاع الأوسط في القنيطرة باتجاه ريف درعا الغربي حتى منطقة حوض اليرموك.

مصادر محلية في المنطقة أكدت لـ سيريا مونيتور أن آليات إسرائيلية ضخمة بدأت العمل منذ ساعات الصباح، وسط انتشارٍ لعربات استطلاع ودوريات راجلة في المنطقة المقابلة لقرى  وصيدا الحانوت، مشيرة إلى أن التحركات تأتي ضمن المرحلة الثانية من تنفيذ الطريق، بعد اقتراب الانتهاء من المرحلة الأولى التي تمتد من ريف القنيطرة الأوسط باتجاه الشمالي.

ويهدف المشروع، بحسب تقديرات عسكرية، إلى تعزيز المراقبة الحدودية الإسرائيلية وتأمين تحركات القوات في القطاعات المتصلة بالجولان المحتل، وصولًا إلى مناطق التماس مع الأراضي السورية. ويُعتقد أن الطريق الجديد سيشكل محورًا استراتيجيًا يربط بين النقاط العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول الخط الفاصل، بما يسهل عمليات الانتشار والمراقبة السريعة.

تزامنت هذه التحركات مع زيارة الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على مرحلة جديدة من الاتصالات السياسية بين دمشق وواشنطن، في ظل تصاعد الأنشطة الإسرائيلية على الحدود الجنوبية، ما يثير تساؤلات حول دلالات التوقيت وتقاطعات المصالح في الجنوب السوري.

ويرى مراقبون تحدثوا لـ سيريا مونيتور أن التحركات الإسرائيلية تأتي ضمن مقاربة أمنية جديدة تهدف إلى إعادة رسم واقع الحدود الجنوبية، وفرض ترتيبات ميدانية طويلة الأمد تضمن لإسرائيل السيطرة على كامل الشريط الفاصل مع سوريا، خاصة في ظل الجمود السياسي الإقليمي واستمرار غياب أي تفاهمات حول مستقبل الجولان المحتل.

حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق أو من قوات الأندوف التابعة للأمم المتحدة، التي تراقب تطبيق اتفاقية فصل القوات في الجولان منذ عام 1974.

ويخشى سكان القرى الحدودية في ريف القنيطرة الجنوبي وريف درعا الغربي من أن تؤدي هذه الخطوات إلى توترات جديدة أو عمليات استهداف متبادل، خاصة أن المنطقة شهدت في السنوات الأخيرة خروقات متكررة وتحركات مشبوهة على جانبي الحدود.

ومع استمرار الأعمال الميدانية الإسرائيلية، يبدو أن مشروع “صوفا 53” يتجه ليكون أحد أكبر المشاريع العسكرية في الجولان المحتل منذ عام 2018، بما يعكس توجهًا واضحًا لدى تل أبيب نحو تعزيز وجودها العسكري وترسيخ سيطرتها الأمنية على الحدود مع سوريا.

 

Read Previous

سوريا الجديدة بعد 8 ديسمبر 2024 أحمد الشرع بين الدبلوماسية والرمزية الإنسانية

Read Next

موسم الزيتون في درعا: جفاف غير مسبوق يهدد مصدر رزق آلاف العائلات

Most Popular