في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي يعيش مرحلة ذهبية من تاريخه كانت أوروبا غارقة في الظلام خلال الفترة التي أطلق عليها اسم “العصور الوسطى” والتي امتدت قرابة ألف عام.
وإلى جانب التخلف في الميادين العلمية والأدبية في تلك الفترة، شهدت أوروبا ممارسات وحشية بكل معنى الكلمة، من قبل أصحاب السلطة في العالم الغربي، وتعتبر طرق تنفيذ أحكام الإعدام آنذاك انعكاساً مروعاً لتلك الوحشية، فالمجرمون والمتهمون بالخيانة العظمى والسارقون وحتى المدنيون الأبرياء كانوا يُعدمون بطرقٍ، أبسطها سحقاً تحت أقدام الفيلة، وأقساها الغليان في قِدر من الزيت الحامي حتى الموت.
أكثر طرق الإعدام وحشية في العصور الوسطى
وفقاً لما ورد في موقع ati، هذه هي أكثر طرق الإعدام وحشية في القرون الوسطى:
جر المتهم بوساطة حصان حتى الموت
في إنجلترا بالعصور الوسطى، كانت الخيانة العظمى من أخطر الجرائم، لذا كانت عقوبتها شنيعة للغاية.
لم يكن من الكافي قطع رأس المتهم بالخيانة وإنهاء حياته، إنما كان يتم سحله من قدميه في البداية بوساطة حصان، وفي وقت لاحق من هذه العقوبة يتم استخراج أمعائه وربطها بالحصان، الذي يستمر في جر المتهم الذي ينزف حتى الموت.
قطع الأعضاء التناسلية والشنق الكاذب
كان السجناء الذين يُعدمون شنقاً في العصور الوسطى محظوظين حقاً، لأن أرواحهم ترحل بسلام بعد الموت اختناقاً.
لكن في أإحدى الطرق الوحشية للتعذيب قبل الموت، كان السجين يُشنق حتى يصبح على حافة الموت، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يفك الجلادون الحبل حول رقبته، وما إن يعتقد أنه قد نجا من الموت لتوّه حتى يبدأ الرعب الحقيقي.
إذ يتم إخصاء السجين وتُلقى أعضاؤه التناسلية في النار، وأحياناً تُستخرج أمعاؤه لتلقى في النار أيضاً، وأخيراً يتم قطع رأسه.
وعلى الرغم من أن روح السجين تغادر جسده في المرحلة الأخيرة من التعذيب، فإن هذا لا يعني أن الجلادين قد انتهوا بعد، فبعد موت السجين يقومون بتقطيع جسده إلى أربع قطع على الأقل، ويقومون بوضع مزيج من التوابل المغلية؛ وذلك لمنع الطيور من الاقتراب منها في أثناء عرضها أمام الناس بالساحات العامة لتكون عبرة مروعة للبقية.
وعلى الرغم من أنه يُعتقد أن تلك الطريقة الوحشية في الإعدام كانت مقتصرة على إنجلترا، فإنها في الحقيقة كانت تُمارَس فعلياً في جميع أنحاء أوروبا.
وقد كان ويليام والاس أحد أشهر ضحايا هذا النوع من التعذيب، إذ كانت محاربته في سبيل منح الشعب الأسكتلندي الحرية من الإنجليز تعتبر خيانة كبرى.
وقد تم تصوير حياة والاس في فيلم Braveheart عام 1995، حيث يموت البطل شنقاً بالفيلم، لكن في الحقيقة كانت طريقة إعدامه أكثر وحشية.
السحق تحت أقدام الفيلة
إحدى أكثر طرق الإعدام وحشية ورعباً في العصور الوسطى كانت الموت سحقاً تحت أقدام الفيلة الضخمة.
استُخدمت هذه الطريقة بكثرة في جنوب شرقي آسيا، وقد انتقلت إلى العالم الغربي خلال العصور الوسطى، حيث كان الجلادون يسحقون السارقين أو المدنيين الذين ارتكبوا جرائم، مثل التهرب الضريبي على سبيل المثال.
عكس النمور والأسود، لا تميل الأفيال بشكل طبيعي إلى قتل البشر؛ لذلك كان يتم تدريبها على هذه المهمة، حيث تُدرَّب على تعذيب الضحايا في البداية بكسر عظامهم قبل توجيه ضربة قاضية إلى جماجمهم.
السحق باستخدام الأحجار والأوزان الثقيلة
ربما لم يكن البريطانيون معروفين بسحق السجناء تحت أقدام الفيلة، لكنهم كانوا يستخدمون الأحجار الثقيلة عوضاً عن ذلك.
الوحشية لا تقتصر فقط على تعذيب السجناء قبل قتلهم، بل كذلك باستخدام هذه الطريقة لإرغام الأشخاص الذين لم تتم إدانتهم بأي جرم، على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها.
فعلى سبيل المثال، تم سحق امرأة تدعى مارغريت كليثرو حتى الموت، بسبب رفضها الاعتراف بأنها مارست الكاثوليكية وآوت قساوسة في منزلها.
في عام 1586، تم تجريدها من ملابسها في ساحة عامة، ووُضعت فوقها أوزان ثقيلة، وعندما رفضت الاعتراف بقيت تلك الأوزان فوقها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.
التعليق في هيكل خشبي
كان المجرمون في العصور الوسطى يعلَّقون في الهواء داخل قفص فولاذي على حجم أجسادهم بالضبط، ويبقون معلَّقين في أماكن عامة حتى يموتوا من الجوع أو العطش أو التعرض لظروف مناخية قاسية.
وفي بعض الأحيان كان يتم تشريح أجساد المحتجزين داخل القفص أمام العامة وهم أحياء.
وعندما يموت السجناء تبقى جثثهم معلَّقة على ارتفاع 30 قدماً في الهواء إلى أن تأكلها الطيور وتتحول إلى هياكل عظمية.
الإعدام غلياً بالماء
لعل أكثر طرق الإعدام إيلاماً على الإطلاق، ترك شخص ما، يموت ببطء داخل قِدر من الماء أو الزيت أو الشمع أو حتى الرصاص المنصهر المغلي.
وعلى الرغم من أن الإمبراطور الروماني نيرون قتل الآلاف من المسيحيين بهذه الطريقة قبل فترة طويلة من العصور الوسطى، فإنها أصبحت لاحقاً وسيلة شائعة لمعاقبة مُزوري العملات المعدنية، خاصة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
وفي وقت لاحق ببريطانيا، استخدم الملك هنري الثامن ممارسة الغليان حتى الموت كطريقة لإعدام الأشخاص الذين يستخدمون السم لارتكاب جريمة قتل.
الخازوق
ربما لم يكن هناك مؤيد أكبر للخازوق من فلاد المخوزق، الذي حكم والاشيا (رومانيا الحالية) في القرن الرابع عشر الميلادي.
لقد كان مُصراً للغاية على تعذيب أعدائه بأكثر الطرق وحشية قبل إزهاق أرواحهم، إذ يقدَّر أنه قتل 80 ألف شخص من أعدائه باستخدام الخازوق.
فقد كان الجلادون يشحذون أسياخاً طويلة ويمررونها في جسد ضحاياهم، حيث يُدخلونها في الأعضاء التناسلية للضحايا ثم يُخرجونها من رؤوسهم أو حلوقهم أو أكتافهم.
وقد يستمر عذاب الضحية قبل الموت لمدة تتراوح بين ساعات وأيام.
الاحتجاز في تابوت حتى الموت
من طرق القتل الوحشية التي اعتُمدت أيضاً بالعصور الوسطى، وضع الضحايا في توابيت خشبية وتركهم ليموتوا، لأسباب مختلفة، بعد أيام أو حتى أشهر من العذاب.
غالباً ما كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تفرض هذه العقوبة على الراهبات أو الرهبان الذين كسروا نذراً بالعفة أو عبَّروا عن أفكار هرطقية. إذ يتم وضعهم في توابيت ضيقة ذات فتحات صغيرة للطعام والماء فقط. بهذه الطريقة لن يكون لديهم اتصال بالعالم الخارجي، وقد يعيشون أياماً أو شهوراً في عذاب قاتل قبل لفظ أنفاسهم الأخيرة.
قطع الرأس للنبلاء فقط
اعتقد الإغريق والرومان القدماء أنَّ قطع الرأس كان حكماً مشرفاً بالإعدام، وقد ساد هذا الاعتقاد أيضاً في العصور الوسطى، إذ كان قطع الرأس يعتبر أكثر إنسانية من وسائل الإعدام الأخرى، لهذا السبب كان قطع الرؤوس مخصصاً للنبلاء والفرسان وغيرهم من أفراد العائلة المالكة.
في البدايات كانت الرؤوس تُحصد بالفؤوس، ولم يستخدم قطع الرأس بالسيوف (الأقل إيلاماً والأكثر كفاءة) إلا في القرن الحادي عشر، حيث أدخل ويليام الفاتح هذا التقليد إلى إنجلترا.
وحتى بعد انتهاء العصور الوسطى بقي قطع الرأس شائعاً، ففي عام 1587 كانت ماري، ملكة أسكتلندا، ممتنَّة للغاية لقطع رأسها بالسيف بدلاً من تعرضها للتعذيب.
كما حرص الملك هنري الثامن على قطع رأس زوجته آن بولين، بعد اتهامها بالخيانة عام 1536.