كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في لقاء تلفزيوني عن وجود ألفي مقاتل أفغاني في سوريا حالياً، وأبدى استعداد بلاده لإعادة تجميعهم في أفغانستان لقتال تنظيم الدولة هناك في حال وافقت الحكومة الأفغانية على ذلك.
وقال ظريف لتلفزيون “طلوع نيوز” (TOLOnews) الأفغاني، “إيران لم ترسل أي أفغاني للقتال في سوريا.. لا أحد يذهب إلى الحرب نيابة عن دولة أجنبية لدولة ثالثة. كان إخواننا يذهبون إلى سوريا طواعية. ذهب بعض العراقيين وبعضهم من دول أخرى للمشاركة في الحرب في سوريا”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده “ساعدت الجبهة المناهضة لداعش في سوريا وأن داعش عدو مشترك للجميع”.
واعتبر ظريف أن المقاتلين الأفغان “أفضل القوى ذات الخلفية العسكرية في القتال ضد داعش”، مضيفاً “ذهبوا للقتال في سوريا من أجل معتقداتهم، ونصب بعضهم علم أفغانستان في معسكراتهم وعرضوا صورة الرئيس الأفغاني”.
وصرّح ظريف عن وجود 5 آلاف مقاتل أفغاني في سوريا، بقي منهم حالياً ألفان، في حين عاد البقية إلى “حياتهم الطبيعية”.
ونفى ظريف أن يكون هؤلاء المقاتلون الأفغان لاجئين في بلاده، مؤكداً أنهم قدموا إلى سوريا من أفغانستان.
وأجاب ظريف على سؤال ما إذا كان مشروع ميليشيا “فاطميون” قد توقف، بقوله “لقد دعمنا الناس لمحاربة داعش في بغداد والنجف وكربلاء حتى لا يُجبر أحد على القتال ضد داعش في كابول وقندهار. لهذا السبب دعمناهم في طهران وزاهدان وكيرمان شاه أو بغداد وكربلاء والنجف. لكن التهديد الذي كان يمثله داعش لم تتم إزالته بالكامل “.
وحول سؤال عما إذا كان يدعم فكرة إعادة تجميع قوات فاطميون ضد تنظيم الدولة في أفغانستان، قال ظريف إن ذلك يعتمد على قرار الحكومة الأفغانية.
وتحدث ظريف عن وجهة نظر بلاده للوجود الأميركي في أفغانستان وسياسة واشنطن، مطالباً بانسحاب ” قانوني ومحسوب” للقوات الأميركية من أفغانستان وتسليم المهام للقوات الأفغانية بطريقة مسؤولة.
وترى إيران في الوجود الأميركي سواء في العراق أو أفغانستان أو في أي دولة أخرى في المنطقة، “قوة تهدد السلام والأمن في المنطقة” بحسب وصف ظريف، لكنه أضاف أن إيران لا تتخذ قرارات نيابة عنه حكومات هذه الدول.
وحول الجهود الأميركية لعملية السلام في أفغانستان، قال ظريف “الولايات المتحدة يجب أن تكون ميسرا لعملية السلام في أفغانستان ولكن يجب أن لا تعقد صفقات مع طالبان”.
وأضاف “نحن نرى أفغانستان كدولة مستقلة حققت العديد من الإنجازات في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات على مدى السنوات الـ 19 الماضية، منذ مؤتمر بون في عام 2001.. إيران لم تساهم في الوجود الأميركي في أفغانستان عام 2001 لكنها ساهمت بدلاً من ذلك في إقامة حكومة مستقلة وديمقراطية في أفغانستان”.