تعرض مطار أربيل الدولي لهجوم صاروخي، ليلة الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2021، وفق ما أكده جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، بينما ذكرت وكالة “فرانس برس” أن الهجوم استهدف عسكريين أمريكيين، وذلك فصل آخر من فصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال ضابط في شرطة أربيل برتبة ملازم في تصريح لوكالة “الأناضول” للأنباء، إن “سلطات الإقليم أغلقت المطار بعد الهجوم الصاروخي وسط انتشار كثيف لقوات الأمن والشرطة في محيطه”.
المتحدث نفسه، أكد أن “السلطات المحلية تحقق في الهجوم، وحجم الخسائر لم يتضح بعد”.
واشنطن تتابع
من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الأربعاء، إن وزارة الدفاع على علم بالتقارير حول استهداف مطار أربيل الدولي بكردستان العراق.
إذ نقلت قناة “الحرة” عن متحدثة -لم تسمها- قولها إن “المعلومات الأولية تشير إلى نشوب حريق كبير في محيط مطار أربيل، وإن البنتاغون على علم بالتقارير حول استهداف المطار”.
وكان هجوم عنيف قد استهدف المطار منتصف فبراير/شباط الماضي، بـ14 صاروخاً، ما أودى بحياة مقاول أجنبي (يعمل لصالح التحالف الدولي) ومواطن عراقي، وإصابة 5 جنود أمريكيين ومدنيَّين اثنين بجروح، وفق سلطات الإقليم.
وفي الثالث من مارس/آذار الماضي، ألقت سلطات الإقليم القبض على متهمَين اثنين والبحث عن اثنين آخرين، قالت إنهم وراء الهجوم الصاروخي أحدهم ينتمي لفصيل “كتائب سيد الشهداء” الشيعي المقرب من إيران، إلا أن الفصيل نفى صلته بالهجوم.
أكثر من 20 هجوماً منذ مجيء بايدن
في وقت سابق من اليوم الأربعاء، انفجرت قنبلتان عند مرور موكبين لوجستيين عراقيين يقلان معدات عسكرية للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والديوانية في جنوب العراق، بحسب مصادر أمنية.
بالمجمل، استهدف عشرون هجوماً، بصواريخ أو قنابل، قواعد تضمّ عسكريين أمريكيين، أو مقرات دبلوماسية أمريكية، منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض أواخر يناير/كانون الثاني، فيما وقع العشرات غيرها قبل ذلك على مدى أكثر من عام ونصف العام.
الحوار الاستراتيجي
قبل أسبوع فقط، استأنفت الإدارة الأمريكية “الحوار الاستراتيجي” افتراضياً مع الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يتعرض أيضاً لتهديدات من الفصائل الموالية لإيران.
في ختام الجولة الأولى من المحادثات، توالت التهديدات من فصائل موالية لإيران متوعدة تكثيف الهجمات ضد “المحتل الأمريكي”، تطبيقاً لقرار برلماني صدر قبل عام ينص على انسحاب القوات الأجنبية من العراق.
مساء الأربعاء، تحدّث الناطق باسم “النجباء” وهو فصيل موالٍ لإيران، عن أن “تحديد الخطر على العراق وكيفية التعامل معه هي وظيفة أبناء العراق الذين خرجوا بالملايين مطالبين برحيل احتلالكم البغيض وإنهاء تدخل مركزكم التجسسي في بغداد المسمى (تجاوزاً) السفارة”، في إشارة إلى الأمريكيين.
وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار مؤسسات الدولة العراقية.
ومع كل هجوم مماثل، تهدّد واشنطن بالرد متوعدة إيران بجعلها تدفع الثمن.