قالت مصادر دبلوماسية مطلعة، إن التفاوض بين الولايات المتحدة وتركيا جارٍ على قدم وساق، ويركز على عقد صفقة متعددة الأوجه، لا تتصل فقط بصفقة الصواريخ الروسية (إس 400)، بل بالدور الذي يمكن أن تلعبه تركيا في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية، وكذلك حول مصير المناطق الحدودية التركية – السورية، خصوصاً تلك الممتدة شمال شرقي الفرات.
وأضافت المصادر أن الصفقة التي يجري الحديث عنها، تمتد لتشمل مستقبل صواريخ “إس 400” والوضع في سوريا، بما يضمن خصوصاً محاولة خفض مخاوفها من “الجيب الكردي” في مناطق شرق الفرات، وإسهامها النشط في حل أزمة المساعدات الإنسانية لمناطق المعارضة السورية كلها، في ظل تنسيق تركي نشط مع كردستان العراق، وفق ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأشارت إلى أن “لا شيء مضمون حتى الساعة، على الرغم من أن الظروف على الأرض تدفع إلى الاعتقاد بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يكون مضطراً إلى القبول بهذه الصفقة، لأسباب مرتبطة بالصعوبات السياسية والاقتصادية الداخلية”.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيبحث خلال لقائه المقرر مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع المقبل، موضوعات تشمل “سوريا وأفغانستان وكذلك كيفية معالجة الخلافات الكبيرة بين واشنطن وأنقرة، “حول القيم وحقوق الإنسان وقضايا أخرى”.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة الأميركية ترغب في التعاون مع بلاده “بخصوص ملفات عديدة من البحر المتوسط إلى البحر الأسود وحتى القوقاز وليس في مسألتي ليبيا وسوريا فقط”.
وأوضح “جاويش أوغلو” أنه سلّم نظيره الأميركي “بلينكن”، خلال لقاء سابق جمعه به، وثيقة رؤية تتضمن الإجراءات التي يجب اتخاذها لحل المشكلات القائمة وتحويل العلاقات الثنائية إلى علاقات استراتيجية حقيقية، مشيراً إلى أن الوزير أبلغه في آخر اتصال بينهما أنهم درسوا الوثيقة وسيبلغون الجانب التركي ردهم.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان الثلاثاء المقبل، على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل.