نهب التاريخ عبر مشروع لؤلؤة بانياس

سيريا مونيتور ـ عمر البنيه

بانياس مدينة فينقية تتبع لمملكة أرواد، وميناءً بحري هام. عُرِفت المدينة في العهد الإغريقي باسم بالانيا، ثم تغيَّر اسمها فيما بعد إلى بلنياس، أي الحمامات وقد عثر بالفعل على عددٍ من الحمامات الأثرية قرب منبع نهر بانياس  وعلى ساحلها ..

والموقع الأبرز الكورنيش الشمالي ببانياس حيث الساحل الرملي الجميل والحمامات الأثرية البالغة الأهمية ،والبداية كانت بتلويث الساحل بمصرف مشفى بانياس ونفايتها ولهدف واضح ولخدمة مشروع طائفي ،بطرد السكان والصيادين الغير منتمين للطائفة الحاكمة ومتنفذيها ..!

ومن ثم وضع قطع عسكرية في الكورنيش الشمالي لتكون نواة معسكرات منظمة لنهب الآثار ، وصولاً الى التعدي على ساحل بانياس وآثاره ، ببناء الملعب بعد تسوية ونهب الموقع الأثري من قبل مؤسسة الإنشاءات العسكرية ،ومن ثم هدم قصر تحوف التاريخي بوضح النهاروبعلم وموافقة عصابات المديرية العامة للآثار والمتاحف وبقيادة مدير آثار طرطوس مروان حسن والمدير العام بسام جاموس .

أما الكارثة الكبرى فكانت بما تبقى من الكورنيش الشمالي حيث السويات الأثرية القديمة والقصور والحمامات وأكبر وأجمل لوحات الفسيفساء على الساحل السوري .!

ويمكن مشاهدة لوحات الفسيفساء والأطلال الأثرية وبكل وضوح، وقد أعتلت العديد من الأصوات للدفاع عن الساحل ولم تلقا أي أذان صاغية وكانت المسرحية بمشروع لؤلؤة بانياس ، حيث تم التنازل عن الساحل وآثاره ، وبيع لحساب الاستثمارات المشبوهة بتحويله إلى شاليهات وبعلم وموافقة ومشاركة المديرية العامة للآثار والمتاحف .!

حيث بموجب الأمر الإداري رقم 15 الصادر عن المديرية العامة للآثار والمتاحف شكلت البعثة الوطنية العاملة بموقع الكورنيش الشمالي ببانياس ، وكشفت العديد من اللوحات الفسيفسائية والقطع النقدية والأطلال الأثرية البالغة الأهمية ، وكانت توصيات البعثة الأثرية واضحة وعلنية ،  باستمرار بأعمال التنقيب والكشف في الموقع الأثري ، وأن المنحدر الشرقي يحوي على جدران بالغة الأهمية وشبكة قساطل فخارية بالغة الأهمية ، وأوصت بالحفاظ على لوحات الفسيفساء في الموقع وحمايتها والاهتمام بالموقع ومتابعة الاكتشافات ..!

إلا أن الكلمة العليا كانت للمستثمرين وعصابات الفساد بقيادة مدير آثار طرطوس مروان حسن ومدير التنقيب والدراسات أحمد طرقجي والمدير العام مأمون عبد الكريم .. وكان قرار المديرية بإرسال ورشة المعمل الفني بشكل عاجل وبالطيران ! وقلع لوحات الفسيفساء من الموقع وبالحفارات والآليات الثقيلة التابعة لمؤسسة المشاريع المائية !! .. والتنازل عن الموقع وتسليمه للمتعهدين وتجريفه ، لحساب مشروع شاليهات  لؤلوة بانياس .. وعلى أنقاض تاريخ وحضارة أشهر مدينة على الساحل الفينيقي الكنعاني ، ليعود ذات المدير العام للآثار والمتاحف ويصدر كتاب بعنوان الآثار السورية وقت الأزمة ،ويشطب فيه تسمية الساحل الفينيقي الكنعاني وحضارة كاملة ،ويطلق عليه تزويراً اسم الساحل المتوسطي ! وعلى أنغام تزوير وبيع تاريخ بانياس ومن بوابة مشروع لؤلؤة بانياس

 

 

Read Previous

شركة بيلاروسية تُجري مسحا لموقعين نفطيين ببادية حمص

Read Next

3 لاجئين سوريين يتأهلون إلى أولمبياد طوكيو البارالمبية

Leave a Reply

Most Popular