سيريا مونيتور
أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، عن “تفاؤل حذر” بشأن المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، رغم استمرار الحرب الدامية في قطاع غزة منذ 16 شهراً.
في مقابلة مع شبكة “NPR”، وصف بيرنز المفاوضات بأنها “جدية”، مشيرًا إلى وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في 20 يناير.
تستضيف الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، بمشاركة وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر. تأتي الجولة بعد سلسلة مفاوضات سابقة تعثرت بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة يُعدّ “أولوية قصوى” للرئيس الأميركي المنتخب.
وأفادت “قناة كان” الإسرائيلية بأن إسرائيل أبدت استعدادًا للتقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بالتزامن مع تنفيذ المرحلة الأولى. ونقلت القناة عن مصادر أجنبية أن قطر أرسلت رسالة إيجابية حول استعداد حماس لتسوية نقاط الخلاف.
وتتضمن المرحلة الأولى الإفراج عن الأسرى كبار السن والمرضى، بينما تشمل المرحلة الثانية الإفراج عن العسكريين. ومع ذلك، تبقى العقبة الرئيسية هي غياب ضمانات تضمن تنفيذ كلا المرحلتين.
تصريحات متبادلة بين إسرائيل وحماس
اتهم القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالتلاعب بمصير الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، مشددًا على أن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لن يتم إلا عبر اتفاق تبادل شامل.
من جانبه، أكد مسؤولون في حماس أن المفاوضات الجارية تسير بإيجابية، مع تقديم الحركة مقترحات جديدة عبر الوسطاء لتفكيك النقاط الخلافية.
أوضاع مأساوية في غزة
في الوقت نفسه، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن خطط لتخفيض المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة بشكل كبير مع بداية ولاية ترامب، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
ويعاني سكان القطاع من أوضاع كارثية جراء الحصار المستمر منذ 18 عامًا، حيث أجبرت الحرب أكثر من مليوني شخص على النزوح في ظل نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.
حصيلة الحرب على غزة
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بلغ عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين أكثر من 155 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى آلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.
ورغم الجهود الدولية المكثفة، تبقى المفاوضات عالقة في ظل إصرار إسرائيل على شروطها المتعلقة بالسيطرة على المعابر الحدودية، بينما تصر حماس على انسحاب كامل ووقف شامل للعمليات العسكرية كشرط أساسي للتوصل إلى أي اتفاق.