وسائل إعلام إسرائيلية: أنظمة الدفاع الجوي تُحاول اعتراض مسيّرات في أجواء الجولان
تقرير يوضّح الفوضى والعمليات العسكرية متعددة الأطراف في الشمال السوري والميليشيات تأخذ مجدها!
يشهد القسمان الشمالي والشرقي لمحافظة حلب الخاضعان لمنطقة العمليات التركية “درع الفرات”، ومنطقة إدلب الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” وفصائل معارضة للنظام، تصعيداً عسكرياً غير مسبوق من قوات “قسد” وميليشيا النظام السوري، خلّف شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، وسط تخوف من انهيار محتمل لاتفاقيات خفض التصعيد، المبرمة بين الأطراف الضامنة “روسيا – تركيا – إيران”.
وحسب مصدر محلي بريف حلب وإدلب شمال غربي سوريا، فإن خطوط التماس بين قوات “قسد” و”الجيش الوطني السوري” تشهد اشتباكات شبه يومية، تتركز معظمها على محاور “عفرين وإعزاز وجرابلس”، وتترافق مع قصف مدفعي وصاروخي مكثّف لقوات “قسد” يستهدف خطوط التماس.
قسد وعمليات غير مسبوقة:
أحدث اعتداء لقوات “قسد”، سجّل ظهر اليوم الاثنين 10 تموز، إذ قصفت قوات “قسد” بعدد من الصواريخ قاعدة عسكرية مشتركة بين “الجيش الوطني” والجيش التركي، في محيط مدينة إعزاز شمالي حلب، ما أسفر عن مقتل جندي تركي وإصابة آخرين، بالإضافة إلى أضرار في بعض الآليات العسكرية داخل القاعدة.
وسبق القصف بساعات قليلة، وتحديداً فجر الاثنين، عملية تسلل لمجموعة من قوات “قسد” على نقطة رباط على جبهة “باصوفان” الفاصلة بين مدينتي “عفرين ونبل” شمالي حلب، ما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من فيلق الشام التابع للجيش الوطني، عبر استخدام أسلحة تحمل كواتم صوت.
وأشار إلى الحادثة هي الأولى في منطقة “درع الفرات” منذ مطلع العام الحالي 2023، إذ انفجرت سيارة مفخخة في بلدة الغندورة التابعة لمدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، ما أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين وإصابة آخرين، كما خلّفت أضرارا مادية عدّة.
تحركات روسية:
في الخامس والسادس من شهر تموز الحالي، كانت التحركات جويّة لطائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري في سماء منطقة “درع الفرات”، متركزة في معظمها في منطقة الباب شرقي حلب، وأكدت مصادر أن هذه الطلعات هي مناورات عسكرية لسلاح الجو المشترك، بين روسيا والنظام في مناطق المعارضة السورية.
وقال مصدر مطلع في وقتها، إن ما دار في سماء مدينة الباب الأسبوع الماضي، هو تدريبات جويّة للنظام السوري بإشراف القوات الروسية، وأن الفرقة 25 (مهام خاصة) والتي يقودها “سهيل الحسن” شاركت في هذه المناورات.
وأضاف المصدر، أن التدريبات تركزت من أجواء بلدة الخفسة الخاضعة للنظام إلى حدود مدينة الباب الخاضعة للمعارضة، إذ شاركت فيها طائرات حربية روسية انطلقت من قاعدة حميميم بريف محافظة اللاذقية، وطائرات للنظام السوري انطلقت من مطار كويرس شرقي حلب، من طراز L39.
قصف في إدلب:
التصعيد على منطقة إدلب بدأ قبل يومين من انعقاد مؤتمر أستانة في الـ20 من حزيران الماضي، واقتصر بداية على قصف مدفعي وصاروخي مكثّف طال خطوط الجبهات وتسيير طائرات استطلاع في سماء منطقة إدلب، واشتد التصعيد فعلياً بعد مضي خمسة أيام من المؤتمر، إذ استهدفت غارة جويّة روسية في 25 من حزيران الماضي السوق الشعبي لمدينة جسر الشغور غربي إدلب، راح ضحيتها 9 أشخاص والعديد من المصابين، تبعه قصف صاروخي استهدف نقطة عسكرية لـ”هيئة تحرير الشام” في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.
وعاود الطيران طلعاته بعد غياب لأكثر من عام، وشن غارات استخدام فيها صواريخ شديدة الانفجار، على بلدات بجبل الزاوية، جنوبي إدلب، أسفر حتى نهاية حزيران عن مقتل 8 عناصر من مقاتلي “لواء الحمزة” المنضوي في صفوف “هيئة تحرير الشام”.
ولم يكتف النظام منذ مطلع تموز الجاري بقصف مواقع عسكرية، بل عاود القصف على قرية كفرنوران غربي حلب، وقتلت إحدى القذائف ثلاثة مدنيين، كما قصف مساء أمس الأحد في التاسع من تموز الجاري، الأحياء السكنية لمدينة جسر الشغور، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين.
وكعادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية منذ بداية الصراع في سوريا، دفعت التطورات الأخيرة في شمال سوريا نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة في سوريا، ديفيد كاردين، للتعبير عن قلقه إزاء تصعيد الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا.
ودعا “كاردين” في بيان نشرته الأمم المتحدة عشية مجزرة السوق الشعبي لجسر الشغور في 25 حزيران الماضي، جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين، والبنية التحتية المدنية، وفقاً للقانون الإنساني الدولي، مطالباً بتوقف ماوصفه “السلوك المارق”.