كيف تبرر ميليشيا إيران وجودها في سوريا؟ وما قصة غرف الطين التي عثر عليها جامعو الكمأة في البادية السورية؟

دافع مؤيدون لإيران وميليشياتها عن وجودها في سوريا، زاعمين أن وجودها كان لمحاربة داعش وخلاياه النائمة في المنطقة، وأن المقتول قاسم سليماني زعيم ميليشيا “فيلق القدس” هو من وقف بوجه داعش.

من جهة أخرى، استبعد مراقبون صحة هذه الادعاءات، لافتين إلى أنها ومن خلال تلك المزاعم تريد شرعنة وجودها في سوريا ومنطقة البادية على وجه الخصوص.

ويرى المؤيدون لإيران وميليشياتها، أن إيران تقاتل داعش في سوريا منذ سنوات، وفي كل مرة تقترب إيران من هزيمتهم، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنقذهم بضربات جوية، إلى أن قتلت الولايات المتحدة الأمريكية (بمساعدة إسرائيل) قاسم سليماني ، المسؤول عن هزيمة داعش في سوريا، وفق زعمهم.

إيران تريد تعزيز وشرعنة وجودها، فتُحرك ما يسمى داعش ليشتبك مع بعض عناصرها ومن خلال الاشتباك تتيح لهم الحصول على السلاح، وعند انسحاب ميليشيا إيران يعود التنظيم مذخراً بسلاح نوعي إيراني، وذلك من أجل ضبط ملف التخادم، فالتنظيم من وجهة نظره يقاتل الميليشيات الإيرانية وعند تحقيقه الانتصارات يستثمر توظيفها ضمن البيئة القسرية التي يسيطر عليها بشكل جزئي ولأيام معدودة، ومن خلال خطاباته التحشيدية يجند الكثير من الشباب تحت ذريعة محاربة ميليشيا إيران، بينما في حقيقة الأمر هم يقاتلون ميليشيا إيران لكن ضمن استراتيجية عدم الانتصار وذلك من أجل بقاء التخادم”.

وعلى الضفة الأخرى وتحت بند المظلومية ومحاربة المتطرفين وبعد مقتل عناصر من مرتزقة المشروع التوسعي الإيراني، وتحت ذريعة التكفيريين، يجند أيضا من أبناء الشعب السوري ويزجوا في الصفوف الأولى من الجبهات، وخيارات السوريين معدومة في تلك المناطق الشاسعة ما بين الانضواء إلى المكونات الإرهابية بشتى مسمياتها، حيث يصبحون فريسة سهلة لمشغلي المشروعين، ليستمر الاستنزاف والفوضى في المنطقة.

ووفق مصادر خاصة، فإن داعش تمكن خلال السنوات الماضية، من الحصول على مصادر عديدة لتمويل خلاياه المنتشرة في البادية بهدف ضمان بقائه والاستمرار بشن هجمات مسلحة ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وتضييق الخناق على الطرق البرية التي تستخدمها هذه الميلشيات في تحركاتها بين مختلف المحافظات السورية التي تنتشر بها. ولفتت المصادر إلى عثور جامعي الكمأة في ريف دير الزور الغربي على مستودعات للأسلحة والذخائر وبعض أنواع الأطعمة والمعلبات وكميات كبيرة من المحروقات، داخل غرف مبنية بالطين موجودة بعمق بادية جبل البشري أحد أكبر معاقل داعش في المنطقة، بالرغم من أن المكان الذي تم العثور فيه على هذه الغرف يقع ضمن المنطقة الأمنية التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية.

وفي النهاية لا ننسى تعاون الزرقاوي، الأب المؤسس لنواة داعش، وإيران في العراق، في العديد من القضايا، ضمن منطق المصالح المتبادلة، والتي يبدو أنها تلاقت مصالحهما معا لتفجير مرقد الإمامين في النجف، التي فتحت الأزمة الطائفية في العراق على أوسع أبوابها، ليستغلها الطرفان للتعبئة والسيطرة. فالطرفين يحتاجان لبعضهما في الوجود والتقوية، لذا فالمعارك بينهما معارك تعزيز مصالح دون أن تكون معركة قضاء على الآخر.

الجدير ذكره، أن خلايا تنظيم داعش استطاعت، وعلى مدار سنوات عديدة، من الصمود في بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 200 كم مربع بالرغم من حصارها من جميع الجهات، وإطلاق النظام ومن خلفه القوات الروسية والميليشيات الإيرانية مئات الحملات الأمنية ضده.

يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تحاول أن تجد لها موطئ قدم والتمدد في منطقة البادية وتحديداً في ريف حمص الشرقي، وذلك بحجة محاربة “داعش”.

Read Previous

ما الذي تسعى إليه “هيئة تحرير الشام” في إدلب؟ وهل ستحقق حكماً مستقلاً وسط الاستياء الشعبي؟

Read Next

عنصرية وإذلال وتصفية ممنهجة: الميليشيا الإيرانية تهيمن على جنوب دمشق أما المتطوعين السوريين يقاتلون في البادية السورية

Leave a Reply

Most Popular