إصابة “مجرم حرب” إيراني قاتل في سوريا في مشاجرة بين المافيات الإيرانية

سيريا مونيتور

أصيب زعيم عصابة قاتل مع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، بعيارات نارية في أثناء مشاجرة لعصابات وقعت في طهران، وهو أحد المجرمين الذين ذاع صيتهم إثر مشاركته بالحرب في سوريا عام 2018.

وقال مسؤول في شرطة طهران إنه في العاشر من كانون الثاني أطلق ثلاثة أشخاص النار على هاني كرده (وهو اسم وهمي) وذلك قبل يوم من إلقاء القبض عليهم عندما كانوا في مخبأ لهم.

وقال رئيس عمليات استخبارات شرطة طهران العقيد سعيد راستي، لوكالة أنباء فارس، إنه تم تسليم أحد سفاحي طهران المشهورين، هاني كرده، إلى سجن طهران، بعد خروجه من المستشفى الذي أسعف إليه لتلقي العلاج من جراء إصابته برصاصة و4 ضربات بالمنجل.

وأعلنت صحف إيرانية بأن هاني كورده الذي لم يُذكر اسمه الحقيقي في أي وسيلة إعلامية، يتمتع بصلات وثيقة مع سياسيين ومسؤولين كبار في الدولة، كما أنه كان المدرب السابق لنادي الاستقلال لكرة القدم. ولقد انتشرت أخبار عن تعاونه مع الأمن والاستخبارات لسنين طويلة.

وتظهر التحقيقات أن هاني كورده أدين في عدة قضايا سرقة وقتل، ومن الاتهامات الموجهة إلى هاني أنه أمر بقتل وحيد مرادي، وهو سفاح طهراني آخر، وهو ما نفته الشرطة سابقاً.

لقب مضلل لسفاح ومجرم

في عام 2018، نشر هاني كورديه فيديوهات على إنستغرام ظهر فيها وهو يحارب قوات المعارضة التي خرجت ضد بشار الأسد في سوريا وذلك ضمن صفوف الحرس الثوري الإيراني.

وفي أحد الفيديوهات ظهر في سوريا برفقة ثلة من قوات الحرس الثوري وكان يحمل بندقية على كتفه ويتباهى بها في أثناء توعده بسحق الأعداء، وفي فيديوهات أخرى ظهر وهو يزور أحد المقامات الشيعية بدمشق، بيد أن قتاله في سوريا سمح له أن يلقب نفسه بـ: “المدافع عن المراقد”، وهو لقب مضلل يرتبط بالقوات التي أرسلتها إيران لتحارب الثوار في سوريا.

يذكر أن الحرس الثوري أرسل عشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين والأفغان وغيرهم إلى سوريا بهدف الإبقاء على حكم الديكتاتور بشار الأسد وليس للدفاع عن المراقد المقدسة.

يرى أوميد شمس وهو محام متخصص بحقوق الإنسان مقيم في المملكة المتحدة، بأن نشر هذه الصورة يأتي ضمن إطار الدعاية للحرس الثوري الذي أوقع عدداً كبيراً من الضحايا والخسائر في سوريا، إلا أن في ذلك ما يؤكد تصريحات العميد حسين همداني التي أميط اللثام عنها في عام 2015 والتي تتصل بتجنيد مجرمين وسفاحين ضمن صفوف المقاتلين التابعين للحرس الثوري منذ عام 2009.

الحرس الثوري وتجنيد المجرمين

ترأس همداني فيلق رسول الله التابع للحرس الثوري وكان المسؤول عن منطقة طهران الكبرى في الفترة الواقعة ما بين تشرين الثاني 2009 وحتى كانون الثاني 2014، واعترف في مقابلة أجريت معه في عام 2009 بأنه جند خمسة آلاف مجرم ارتكب جرائم عنف غير سياسية ضمن فيلقه وعمل على تنظيمهم ضمن ثلاث كتائب وذلك حتى يقوم هؤلاء المقاتلون بقمع احتجاجات الحركة الخضراء التي قامت عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتي وصل بموجبها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد إلى السلطة.

منذ سنوات طويلة والمعارضة الإيرانية تزعم بأن الحرس الثوري يستعين بخدمات السفاحين ومثيري الشغب لسحق أي انتفاضة مناهضة للحكومة، ويعتقد شمس وغيره من الخبراء في الشأن الإيراني بأن لواء فاتحين، وهو أول لواء يضم متطوعين باسيج تابعين للحرس الثوري أرسل إلى سوريا ليحارب إلى جانب قوات الأسد تحت إمرة فيلق القدس خارج حدود إيران، لابد أنه اللواء نفسه الذي نظم فيه همداني القتلة والسفاحين خلال عام 2009.

وعن ذلك كتب شمس في كانون الأول من عام 2022: “أثبتت هذه الفيديوهات أيضاً بأن القوة الرئيسية التي تجند المجرمين والسفاحين هي (قوات فاتحين) وهي عبارة عن قوات خاصة نشطت بشكل محدد في مجال القمع الدموي للانتفاضات والمظاهرات الشعبية، سواء في إيران أو في سوريا، وقد تأكد الدور الذي لعبته تلك القوات في قمع الاحتجاجات الأخيرة بعد اجتماع إبراهيم رئيسي بقوات فاتحين”.

لقي همداني مصرعه في سوريا في تشرين الأول من عام 2015 ولهذا حظي بتكريم المرشد الأعلى علي خامنئي ورُقّي إلى رتبة لواء عقب وفاته، وقد خضع هذا الرجل لعقوبات دولية منذ نيسان 2011 فرضتها عليه كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وذلك بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها.

من المعروف عن هاني كورده بأنه ولد في ثمانينيات القرن الماضي غربي إيران وأمضى ستة عشر عاماً من حياته في السجن وذلك منذ أن كان في الرابعة عشرة، وقد أصيب بجراح في مشاجرات لعصابات مرات عديدة بينها تلك المشاجرة التي وقعت في عام 2019 والتي تعرض خلالها لطعنات شديدة كادت أن تودي بحياته وذلك على يد زعيم عصابة منافسة لعصابته في طهران، ولكنه أسعف إلى المشفى، وتصدر الخبر وقتئذ عناوين الصحف.

وهذا الرجل سيئ الصيت الذي يصفه كثيرون بينهم مسؤولون في الشرطة بأنه سفاح اشتهر طوال سنين بنشاطاته الإجرامية التي تقوم على الابتزاز، إلى جانب تنظيم مجموعة للسفاحين اختارهم من أبرز لاعبي كرة القدم في بلده، وخوضه لعدة معارك عنيفة مع عصابات أخرى، إلا أن مصدر دخله غير معروف، على الرغم من أنه يظهر في أغلب الأحيان في شوارع طهران وهو يقود سيارة بورش فارهة وذلك في منشوراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا يزعم كثيرون بأنه يدير مقراً لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات أقامه في جنوب العاصمة طهرن.

Read Previous

الخارجية السعودية: المملكة قد تعترف بإسرائيل إذا تم حل الأزمة الفلسطينية

Read Next

انخفاض في سعر غرام الذهب في سوريا واستقرار صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية

Leave a Reply

Most Popular