سيريا مونيتور
قال رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، باولو بينيرو، إن سوريا تشهد “تصعيداً حاداً للعنف، أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار، فيما لا تزال تشكل أكبر أزمة نزوح في العالم، وهو أمر لا يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج المنطقة”.
وفي مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أوضح بينيرو أن سوريا “تحتاج بشدة إلى وقف أعمال العنف، ولكن بدلاً من ذلك، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً هناك تزداد حدة، وتمتد الآن على طول خمس جبهات في نطاق صراع مماثل”.
وأضاف أنه “في ظل الاضطرابات التي تمر بها المنطقة، من الضروري بذل جهود دولية جادة لاحتواء القتال على الأراضي السورية”، مشدداً على أن “أكثر من عقد من إراقة الدماء يحتاج إلى نهاية دبلوماسية”.
وأشار بينيرو إلى أن “الهدنة الدائمة في غزة من شأنها أن تهدئ إلى حد كبير من الوضع في سوريا، وتخفض حدة التوتر بين القوى الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران من خلال وكلائها، التي تنشط عسكرياً داخل البلاد”.
واعتبر المسؤول الأممي أن “الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن التوترات الإقليمية المتصاعدة الناجمة عن الهجوم على غزة، أدت إلى زيادة الهجمات على الأراضي السورية من قبل إسرائيل والميليشيات الإيرانية”.
من جهة أخرى، قال بينيرو إنه “في خضم كل ذلك، يواجه السوريون صعوبات متزايدة لا يمكن تحملها، حيث يحتاج نحو 17 مليوناً منهم إلى مساعدات إنسانية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، ومع ذلك، لا تزال عمليات تسليم المساعدات معلقة في خيط رفيع، ويعتمد ذلك على تعسف النظام السوري، وتعرقله العقوبات”.
وذكر أنه “في الوقت نفسه، أجبر النقص الحاد في أموال المانحين برنامج الأغذية العالمي على تعليق المساعدات الغذائية المنتظمة في سوريا، مما وضع الملايين في قبضة الجوع”.
ولفت إلى أن “واحدة من أكثر الحروب الأهلية وحشية في هذا القرن أودت بحياة أكثر من 300 ألف مدني في سوريا في السنوات العشر الماضية، وليس من المستغرب أن يصل عدد السوريين طالبي اللجوء في أوروبا في أكتوبر الماضي، إلى أعلى مستوى مسجل منذ 7 سنوات”.