زعم الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه قصف نفقا تحت الأرض يمتد من الحدود اللبنانية إلى سوريا كان يسهل نقل وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة.
وأدت الغارات الإسرائيلية غارات على الطريق الدولي بين معبري جديدة يابوس والمصنع على الحدود السورية اللبنانية، عن قطع الطريق بالاتجاهين.
وقتل 7 لبنانيين بينهم 4 مسعفين وعنصر بالدفاع المدني، وأصيب آخرون، بغارات إسرائيلية جنوب لبنان، بعد أن أنذر الجيش الإسرائيلي أهالي عشرات القرى والبلدات بإخلائها.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، الجمعة، في خبر مقتضب بسقوط قتيلين في غارة نفذها الطيران المعادي (الإسرائيلي) فجرا، على منزل في بلدة خربة سلم”، في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب).
واستهدف “الطيران الحربي الإسرائيلي سيارة للهيئة الصحية الإسلامية (تابعة لحزب الله)، قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان، وفق نفس المصدر.
وأدت تلك الغارة، وفق وكالة الأنباء لمقتل 4 مسعفين من الهيئة بقصف إسرائيلي قرب مستشفى مرجعيون الحكومي.
وفي بيروت أفادت مصادر لبنانية، أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن تدمير عدد من المباني بالكامل، ومقتل 37 شخصا و151 مصابا، بينهم مدنيون.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية أن هذه الحصيلة قد ترتفع مع استمرار عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
ومساء الخميس هدد الجيش الإسرائيلي مجددا، سكان عدة مبان في ضاحية بيروت الجنوبية، وطالب بإخلائها تمهيدا لاستهدافها، ثم شن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق محافظة جبل لبنان (شرق) في أوقات متقاربة.
كما أنذر في ذات اليوم أهالي 25 قرية جنوب لبنان بإخلاء منازلهم والتوجه إلى شمال نهر الأولي، بعد أن أمر الثلاثاء، أهالي 29 قرية لبنانية حدودية بإخلاء منازلهم فورا تمهيدا لشن قصف في تلك المنطقة.
أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الهدف الرئيسي لهذه الضربات كان هاشم صفي الدين، أحد القادة البارزين في حزب الله ورئيس المجلس التنفيذي للحزب.
ووفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية نقلتها وكالة رويترز، فإن الضربة كانت “أكبر من الضربة التي قتلت حسن نصر الله”، ما يعكس أهمية العملية بالنسبة لإسرائيل.
وفي الوقت الذي لم يتضح فيه حتى الآن مصير هاشم صفي الدين، أكدت مصادر إسرائيلية لـموقع أكسيوس أن صفي الدين كان متواجدا في “مخبأ عميق تحت الأرض”، مما يصعب التأكد من مقتله في الهجوم.
من جانبه، رد حزب الله بقصف مكثف على المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في الشمال.
وأعلن الحزب إطلاق صواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في سهل مارون الراس وسعسع، مستهدفا تجمعات للجنود والآليات العسكرية.
ورصدت إسرائيل إطلاق 100 صاروخ من لبنان تسبب بعضها بحرائق، في منطقة الجليل، ولحقت أضرار كبيرة بمبان وملاعب وبنى تحتية بمستوطنة المطلة شمالي إسرائيل المحاذية لحدود لبنان، إثر سقوط أكثر من 50 صاروخا وشظايا خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، الجمعة، عن رئيس المجلس المحلي بالمستوطنة ديفيد أزولاي، قوله إنه “تم تسجيل نحو 50 حادثة سقوط صواريخ وشظايا في المطلة خلال الـ 24 ساعة الماضية”.
وأضاف أن “أضرارا كبيرة لحقت بالمنازل والملاعب والساحات والبنية التحتية للكهرباء والمياه”.
كما أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراضه لطائرات مسيرة كانت تستهدف مناطق في كريات شمونة، بينما دوت صفارات الإنذار في مناطق مختلفة شمال إسرائيل، بما في ذلك حيفا، الجليل الأعلى، وبيت شان، محذرة من سقوط صواريخ إضافية.
إلى جانب التصعيد العسكري، تسببت الغارات الإسرائيلية في تدهور الوضع الإنساني في لبنان، حيث أدى قصف الطائرات الإسرائيلية على محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مع سوريا إلى قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا، ما زاد من تعقيد وصول المساعدات الإنسانية وعبور النازحين.
وقالت مسؤولة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن 900 ملجأ حكومي في لبنان امتلأ معظمها، مضيفة أن عددا متزايدا من الفارين من القصف الإسرائيلي ينامون في العراء.
وأضافت رولا أمين المتحدثة باسم المفوضية في إفادة صحفية في جنيف “معظم الملاجئ الحكومية وعددها 900 تقريبا في لبنان لم يعد بها طاقة استعابية”.
وأضافت “مع قدوم الشتاء، تشعر المفوضية بالقلق من أن أحوال المتضررين من تصاعد الصراع ستتدهور”.
على الصعيد السياسي، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت للتباحث مع المسؤولين اللبنانيين حول هذا التصعيد العسكري الخطير. وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان لها أن إيران ثابتة في دعمها “للمقاومة اللبنانية والفلسطينية”.
وأضاف عراقجي خلا مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن بلاده تواصل إجراء مشاورات مع بعض الدول للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان “بشرط مراعاة حقوق اللبنانيين”.
وتابع “تحدثت مع السلطات اللبنانية، ونحن على اتصال مع دول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق نار”. مؤكدا أن بلاده تدعم مساعي وقف إطلاق النار في لبنان وغزة بشكل متزامن.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا اتهمت فيه الولايات المتحدة بدعم التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مشيرة إلى أن “واشنطن لم تدن الهجمات الإسرائيلية على لبنان بل تشجع توسيع نطاق الحرب في المنطقة”.
كما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، مؤكدا في تصريح صحفي أنه “لا يعتقد أن حربًا شاملة ستندلع في المنطقة، لكن هناك الكثير مما يجب القيام به لتجنب ذلك”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الجمعة إنه يبذل كل ما في وسعه للمساعدة في تهدئة الوضع في الشرق الأوسط.
وأضاف في مؤتمر صحفي في ليفربول في شمال غرب إنجلترا “أنا مهتم بفعل كل ما في وسعنا لتهدئة الوضع”.