أثارت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، جدلاً واسعاً أثناء زيارتها الأخيرة إلى دمشق في أول زيارة رسمية لها إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد. فقد لاحظ المراقبون امتناع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ومسؤولين آخرين في الحكومة الجديدة عن مصافحة بيربوك أثناء استقبالهم لها في المطار، بينما صافحوا باقي أعضاء الوفد.
وفي تعليقها على هذا الموقف، أوضحت بيربوك أنها كانت تتوقع هذا التصرف منذ البداية، مشيرة إلى أن البروتوكولات الدبلوماسية كانت واضحة، وأنها لم تتوقع مصافحة تقليدية. وأضافت أن نظيرها الفرنسي، جان نويل بارو، لم يبادر أيضاً بالمصافحة مع القادة السوريين.
ورغم هذا الجدل، أكدت بيربوك مع بارو لقادة الإدارة السورية الجديدة أن حقوق المرأة تمثل مؤشراً أساسياً على مستوى الحرية في أي مجتمع. ووصفت بيربوك حقوق المرأة بأنها ليست قضية منفصلة، بل انعكاس للحرية العامة في المجتمع.
إلى جانب الجدل حول المصافحة، أثارت ملابس بيربوك أثناء الزيارة استياء بعض المعلقين الذين اعتبروا أن ملابسها كانت غير مناسبة للمهمة الدبلوماسية. كانت الوزيرة الألمانية ترتدي قميصاً وبنطالا أبيض اللون، وهو ما انتقده البعض واعتبروه غير ملائم للزيارة الرسمية. وعلق البعض الآخر على اختيارها لهذا النوع من الملابس معتبرين أنها مرتبطة بما وصفوه بـ”عقدة الرجل الأبيض” في سياق تصريحات بيربوك السابقة حول شروط الاتحاد الأوروبي لدعم المسار السياسي الجديد في سوريا.
ردود الفعل المحلية والدولية
رغم الانتقادات، تباينت الآراء بشأن تصرف الشرع حيال عدم مصافحة بيربوك، حيث برر البعض ذلك بأنه يعود إلى حرية المعتقدات الشخصية، بينما اعتبر آخرون أن الموقف كان مثاراً للتساؤلات بسبب منصب الشرع كقائد السلطة الجديدة.