سيريا مونيتور..
حث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، جميع الفصائل السورية على الاندماج تحت قيادة عسكرية موحدة، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الهدف يعتبر خطوة أساسية لمنع نشوب صراعات جديدة في البلاد. وأكد فيدان في مقابلة مع قناة “الشرق” أن وجود مجموعات مسلحة غير موحدة يشكل تهديدًا لاستقرار سوريا، مشددًا على أهمية توحيد القوى العسكرية، باستثناء وحدات حماية الشعب (YPG) التي “اختارت التصالح مع الأسد”.
وأشار فيدان إلى أن تركيا دعت الفصائل المدعومة منها، والتي تضم أكثر من 80 ألف مقاتل، إلى الانضمام للجيش الوطني، مع التأكيد على أهمية انضمام الفصائل في درعا والسويداء أيضًا.
موقف تركيا من وحدات حماية الشعب (YPG)
أوضح فيدان أن تركيا تسعى لإيجاد معادلة تحقق الاستقرار في سوريا، وتشمل تخلي وحدات حماية الشعب عن أسلحتها، مع تحمل الإدارة السورية الجديدة مسؤولية معتقلي تنظيم “داعش” وحماية حقوق الأكراد. وأكد استعداد تركيا لتقديم الدعم اللازم لتحقيق هذه الأهداف، مشيرًا إلى أن الأولوية الأمريكية تتمثل في ضمان بقاء معتقلي “داعش” في السجون.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب، التي ترتبط بحزب العمال الكردستاني، تضم حوالي 2000 عنصر أجنبي من تركيا وإيران وأوروبا، ما يجعلها تمثل مشكلة إقليمية.
تطلعات تركيا من الإدارة السورية الجديدة
أكد وزير الخارجية التركي أن تركيا والمجتمع الدولي يتطلعون إلى أن تعمل الإدارة السورية الجديدة على:
- تجنب أي خطوات تهدد استقرار المنطقة.
- منع نشاط التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” وحزب العمال الكردستاني.
- تحسين معاملة الأقليات وتشكيل حكومة شاملة.
- تحقيق الوحدة الوطنية والاستقلال السياسي.
وأشار إلى أن نهاية الحرب التي استمرت 14 عامًا في سوريا، وزوال النظام السابق، يمثلان تطورًا إيجابيًا لأمن واستقرار تركيا والمنطقة.
التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية
العلاقات مع إيران وروسيا
أكد فيدان أن سقوط نظام الأسد يفتح الباب أمام تحسين العلاقات بين تركيا وإيران، بعد زوال أسباب التوتر بين البلدين في الملف السوري. وأعرب عن أمله في أن تستغل طهران هذه الفرصة لإعادة ضبط سياساتها الإقليمية.
وحول روسيا، أشار فيدان إلى أن العلاقات بين موسكو ودمشق بحاجة إلى إعادة هيكلة، موضحًا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعرب عن رغبة بلاده في بناء علاقات جديدة قائمة على المساواة.
العلاقات مع الولايات المتحدة
انتقد فيدان الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، واصفًا ذلك بالخطر على الأمن القومي التركي. وأعرب عن أمله في أن تعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب النظر في السياسات السابقة، ما قد يفتح آفاقًا جديدة للتعاون.
التنسيق مع السعودية ودول الخليج
كشف فيدان عن اتصالات مكثفة مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، مشيدًا بالدور السعودي في دعم الاستقرار في سوريا. وأكد أن التنسيق مع دول الخليج والجامعة العربية يسهم في تعزيز جهود إعادة إعمار سوريا.
موقف تركيا من إسرائيل
انتقد وزير الخارجية التركي السياسات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، واصفًا إياها بـ”الاستفزازية”. وأكد رفض تركيا، إلى جانب دول المنطقة مثل السعودية ومصر والأردن، لأي تحركات إسرائيلية تهدف إلى استغلال الوضع في سوريا لتعزيز نفوذها.
عبّر هاكان فيدان عن أمله في أن تكون الأزمة السورية آخر الأزمات التي تضرب المنطقة. وأكد على ضرورة تطوير سياسة إقليمية تركز على تحقيق الاستقرار وإنهاء الحروب والنزاعات التي أدت إلى تشريد الملايين.
كما أعرب عن تفاؤله بأن الإدارة السورية الجديدة ستمهد الطريق لنهضة اقتصادية واجتماعية، بما يعزز من أمن واستقرار سوريا وجوارها.