سيريا مونيتور..
عبّر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، عن استيائه من التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني، مشدداً على ضرورة وجود تدخل دولي لضمان إقامة دولة مدنية قائمة على فصل السلطات وسيادة القانون.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، قال الشيخ الهجري: “نحترم جميع الآراء، لكن حتى الآن لم نرَ القدرة الحقيقية على قيادة البلاد أو تشكيل الدولة بشكل صحيح”، مضيفاً أن الأمل لا يزال قائماً بأن يتم تنظيم الأمور أو أن يحدث تطور جديد مع انتهاء المرحلة الانتقالية.
تحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني
وبحسب مصادر مطلعة، قامت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني بإرسال ما لا يقل عن 24 دعوة لشخصيات بارزة من محافظة السويداء للمشاركة في المؤتمر، المقرر افتتاحه اليوم الثلاثاء في قصر الشعب بدمشق، برئاسة الرئيس السوري أحمد الشرع.
وسيشهد المؤتمر حضور أكثر من 600 شخصية من مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية السورية، حيث ستبدأ فعاليات اليوم الثاني بجلسة افتتاحية تتخللها كلمات رسمية، ثم ستنطلق أعمال اللجان المختصة بمناقشة مستقبل البلاد.
وأكد المتحدث باسم اللجنة التحضيرية، حسن الدغيم، أن توصيات المؤتمر سيتم رفعها إلى الحكومة الانتقالية الجديدة، التي من المنتظر أن تتولى السلطة مطلع شهر آذار المقبل.
وأشار ثلاثة دبلوماسيين، وفق ما نقلت “رويترز”، إلى أن المؤتمر يحظى بمتابعة مكثفة من العواصم العربية والغربية، حيث يُنظر إلى مدى شمول العملية السياسية لكافة الأطياف على أنه عامل أساسي في إمكانية إلغاء العقوبات واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية الجديدة.
لقاء الرئيس السوري مع وفد من السويداء
في سياق متصل، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وفداً من وجهاء وأعيان طائفة الموحدين الدروز في قصر الشعب بدمشق، لمناقشة الأوضاع الأمنية والمعيشية، إلى جانب قضايا التشاركية السياسية ومستقبل الدولة.
وضم الوفد شخصيات بارزة من السويداء، بينهم الشيخ سليمان عبد الباقي، الشيخ ليث البلعوس، الشيخ مؤنس أبو حلا، إضافة إلى المهندس كرم منذر، وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الأخرى.
مواقف الوفد الدرزي من التطورات السياسية
وخلال الاجتماع، أكد الحضور على رفض أي محاولات لفرض نظام قائم على المحاصصة الطائفية، مشددين على أهمية بناء دولة ديمقراطية تُدار بكفاءات وطنية، مع التأكيد على أن “بوصلة السويداء ستظل تتجه نحو دمشق دائماً وأبداً”.
بدوره، أوضح المهندس كرم منذر أن اللقاء تناول أيضاً التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن جنوبي سوريا، حيث شدد الحاضرون على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ورفض أي محاولات تدخل خارجية في شؤون البلاد.
من جانبه، وصف الشيخ ليث البلعوس اللقاء بأنه “كان مثمراً”، مؤكداً أن أهالي السويداء يعانون من تهميش اقتصادي منذ سنوات طويلة، إلا أنهم يرفضون أي مشاريع تقسيم أو انفصال، ولا يعترفون سوى بوطن واحد وهو سوريا الأم.
وأكد الوفد الدرزي أن أبناء السويداء لطالما كانوا دعاة وطنية ووحدة، ولم يكونوا يوماً بحاجة إلى أي وصاية خارجية، بل يطمحون إلى بناء دولة يحكمها القانون العادل، ويكون لجميع السوريين دور فاعل في صياغة مستقبلها.