تصاعد الشكاوى ضد سيرياتيل بسبب أخطاء تسجيل البيانات وتأخر الحلول

 

 سيريا مونيتور – نادر دبو

مع التطور المتسارع في قطاع الاتصالات وأهمية خدماته في حياة المواطنين اليومية، تتزايد المشكلات التي يواجهها المشتركون بسبب أخطاء في تسجيل بياناتهم وتأخر الحلول المقدمة من الشركات. وفي الفترة الأخيرة، برزت شكاوى عديدة ضد شركة سيريتل، حيث تحدث مواطنون عن منح خطوط اتصال بأسماء أشخاص آخرين، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بحماية خصوصية عملائها وضمان دقة بياناتهم.

أخطاء في تسجيل البيانات ومعاناة المشتركين

أكد مراسل سيريا مونيتور أن عدداً من المواطنين في درعا، ومن بينهم سكان مدينة نوى، واجهوا مشكلات كبيرة عند استخراج خطوط اتصال جديدة بسبب أخطاء في تسجيل بياناتهم. وأوضح أحمد إبراهيم، أحد المتضررين من هذه الأخطاء، أنه اضطر للانتظار أكثر من شهرين للحصول على خط اتصال باستخدام بطاقته الشخصية، ليكتشف لاحقاً أنه مسجل باسم شخص آخر، رغم تأكيد الموظفين أن بياناته صحيحة. وأضاف إبراهيم: “هذه ليست مجرد أخطاء إدارية، بل هي انتهاك واضح لخصوصية المشتركين، مما قد يؤدي إلى مشكلات قانونية إذا استُخدمت الخطوط المسجلة بأسماء أخرى بشكل غير قانوني”.

وأشار مراسل سيريا مونيتور إلى أن أحمد إبراهيم زار مراكز سيريتل في درعا ودمشق عدة مرات لحل المشكلة دون جدوى، مما أدى إلى تعطيل الكثير من شؤونه الشخصية والمهنية. وأضاف إبراهيم: “هناك حالات أخرى مشابهة في دمشق ومحافظات أخرى، ما يستدعي مراجعة آليات تسجيل بيانات المشتركين لضمان عدم تكرار هذه الأخطاء”.

مشكلات تقنية وأمنية تعيق حصول المشتركين على الخطوط

وتحدث المراسل عن شكاوى أخرى وردت من دمشق ومحافظات أخرى، حيث أكد بعض المواطنين أنهم واجهوا عراقيل عديدة عند محاولتهم استخراج خطوط جديدة رغم استيفائهم لجميع الشروط. وذكر خالد ذياب، أحد سكان حي السبينة بدمشق، أنه حاول الحصول على خط اتصال جديد لكنه اصطدم بعراقيل غير مبررة. وأوضح في حديثه لمراسل “سيريا مونيتور”: “أخبرني الموظفون في أحد مراكز سيريتل بأن هناك مشكلة تقنية تمنعني من الحصول على الخط، دون تقديم أي تفسير واضح”.

وأضاف ذياب: “لم يتم إصدار خط باسمي بسبب مشاكل أمنية أيام النظام السابق، لكن هذه المشاكل سقطت بعد سقوط النظام في سوريا، ومع ذلك لا تزال سيريتل تتعامل بنفس الأسلوب القديم، مما يثير الكثير من التساؤلات حول استمرار هذه العوائق رغم تغير الظروف”. وأكد أن استمرار هذه المشكلات يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، ويحدّ من قدرتهم على إنجاز أعمالهم الشخصية والمهنية.

ردود سيريتل لا تقنع المشتركين

من جانبه، أكد أحمد إبراهيم لمراسل سيريا مونيتور أنه تواصل مع إحدى الموظفات في مركز خدمات سيريتل بدمشق، حيث أبلغته المشرفة راما أن مشكلته قد تم حلها، وأنه يستطيع الآن استخدام الخط باسمه. إلا أن إبراهيم نفى صحة هذا الادعاء، موضحًا أن الخط لا يزال غير مفعل باسمه، والمشكلة مستمرة.

وأضاف إبراهيم: “تعرضت لخسائر مادية ومعنوية نتيجة هذه الأخطاء، حيث اضطررت إلى إلغاء معاملات هامة بسبب عدم امتلاكي رقم هاتف مسجل باسمي. كنت أتوقع حلاً سريعًا، لكنني فوجئت بالمماطلة والوعود الكاذبة. في كل مرة كنت أراجع أحد مراكز سيريتل، كانوا يؤكدون أن المشكلة ستحل قريبًا، لكن دون أي نتيجة فعلية. اضطررت للسفر عدة مرات بين درعا ودمشق لمتابعة قضيتي، مما زاد من معاناتي وخسائري”.

مطالبات بمراجعة سياسات تسجيل البيانات

حتى الآن، لم تصدر شركة سيريتل أي بيان رسمي بشأن هذه الشكاوى، بينما يطالب المتضررون بمراجعة سياسات إدارة بيانات المشتركين وتحسين كفاءة الحلول المقدمة لضمان حماية حقوق العملاء.

وتؤكد هذه المشكلات الحاجة إلى رقابة أكبر على قطاع الاتصالات، لضمان تقديم خدمات موثوقة تحترم خصوصية المستخدمين وتضمن دقة البيانات المسجلة، في وقت أصبحت فيه هذه الخدمات جزءًا أساسيًا من حياة المواطنين اليومية.

 

Read Previous

“تهنئة ملك الأردن للرئيس أحمد الشرع بمناسبة شهر رمضان المبارك”

Read Next

“وزير النفط: رفع العقوبات الأوروبية عن قطاع الطاقة يعزز إعادة الإعمار في سوريا”

Most Popular