سيريا مونيتور،دمشق
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن القضية السورية تحظى بأهمية خاصة في المباحثات بين طهران وموسكو، نظراً لتأثيرها المباشر على استقرار المنطقة. وخلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين، أشار بقائي إلى أن الملف السوري يمثل أحد المحاور الرئيسية في العلاقات الثنائية بين بلاده وروسيا، مشدداً على أن موقف إيران من الأزمة السورية “ثابت”، ويرتكز على دعم وحدة الأراضي السورية ومنع تحولها إلى معقل للمجموعات المسلحة.
وتطرق بقائي إلى الأوضاع الإقليمية، محذراً من تداعيات “التحركات الإسرائيلية في سوريا والمنطقة خلال الأشهر الأخيرة”، معتبراً أن هذه التطورات تفرض تحديات جديدة يجب التصدي لها.
تحذير تركي لإيران
وفي المقابل، أبدى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، موقفاً حازماً تجاه أي دعم محتمل تقدمه إيران لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أو أي أطراف أخرى في سوريا، معتبراً أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى تداعيات غير مرغوبة.
وفي لقاء متلفز مع قناة “الجزيرة”، أواخر الشهر الماضي، شدد فيدان على ضرورة إعادة النظر في النهج الإيراني، قائلاً: “إذا دعمتَ مجموعة ما لإثارة الفوضى في بلد آخر، فقد تجد من يدعم مجموعة داخل بلدك للهدف ذاته”. وأضاف: “في عالم اليوم، لا يمكن إخفاء أي شيء، وما تمتلكونه من قدرات، يمتلكه الآخرون أيضاً، لذا فإن من لا يريد أن يُلقى حجر على نافذته، عليه ألا يرمي الحجارة على نوافذ الآخرين”.
رد إيراني على التصريحات التركية
وردّاً على هذه التصريحات، نفى بقائي الاتهامات الموجهة لبلاده، مؤكداً أن إيران لا تتدخل في الشأن السوري ولا تغيّر سياساتها تبعاً للمتغيرات. وفي منشور عبر منصة “إكس”، يوم السبت الماضي، قال بقائي: “كما ذكر وزير الخارجية التركي، يجب أن تتحرر المنطقة من هيمنة أي طرف على الآخرين، سواء كانوا عرباً أو أتراكاً أو أكراداً أو إيرانيين. لكن السؤال هنا: ماذا عن إسرائيل؟”.
وأضاف بقائي أن إيران “لم تسعَ إلى تحقيق طموحات إقليمية خلال العقود الخمسة الماضية، بل ركزت جهودها على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة التوسع الإسرائيلي في المنطقة”.
ويبدو أن التوتر المتصاعد بين أنقرة وطهران يعكس عمق الخلافات حول الملف السوري، حيث تتباين مصالح الطرفين بشكل واضح، في ظل استمرار التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
