سوريا بين “التحديات الأمنية .. والمساعي الدولية” لضبط الاستقرار

سيريا مونيتور – دمشق

تشهد سوريا تزايدًا في الدعوات إلى التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي، خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل. وأكد مشايخ ووجهاء محافظة اللاذقية، في بيان لهم، على ضرورة محاسبة المتورطين في أعمال العنف، معتبرين أن الحفاظ على السلم الأهلي مسؤولية وطنية مشتركة، كما شددوا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة لضمان استقرار البلاد وأمنها.

من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن التحديات الراهنة كانت متوقعة، داعيًا إلى التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ومطمئنًا الشعب السوري بأن البلاد تمتلك مقومات البقاء والاستقرار.

اجتماع أمني في عمان لبحث التطورات

سياسيًا، كشف مصدر دبلوماسي تركي أن وفودًا رفيعة المستوى من تركيا، الأردن، سوريا، والعراق ستجتمع اليوم الأحد في عمان لمناقشة التعاون الأمني والتطورات الإقليمية، مع التركيز على الأحداث الأخيرة في الساحل السوري. وأوضح المصدر أن الاجتماع سيضم وزراء الخارجية والدفاع أو القادة العسكريين، بالإضافة إلى رؤساء أجهزة المخابرات في الدول الأربع، لبحث قضايا الأمن، مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة.

إدانات دولية ودعوات لتحقيق مستقل

على الصعيد الدولي، نددت فرنسا السبت “بأكبر قدر من الحزم بالتجاوزات التي طالت مدنيين على خلفية طائفية” في سوريا، داعية في بيان رسمي السلطات السورية الانتقالية إلى إجراء تحقيقات مستقلة تكشف كامل ملابسات هذه الجرائم وإدانة مرتكبيها.

كما دان الاتحاد الأوروبي الهجمات التي شنها عناصر موالون للنظام المخلوع ضد القوات الحكومية في الساحل السوري، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الظروف وفق القانون الدولي الإنساني. ودعا الاتحاد جميع الأطراف الخارجية إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، مؤكدًا رفضه لأي أعمال قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.

في السياق نفسه، أصدرت الكنائس السورية بيانًا مشتركًا استنكرت فيه “المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء”، مطالبة بوضع حدّ لهذه الأعمال المروعة وضمان حماية المدنيين.

إيقاف مؤقت للعملية العسكرية في الساحل

ميدانيًا، أعلنت وزارة الدفاع السورية وإدارة الأمن العام عن إيقاف مؤقت للعملية العسكرية ضد فلول النظام المخلوع في الساحل السوري، وذلك بهدف إخراج المجموعات غير المنضبطة والأفراد غير المكلفين بمهام عسكرية، عقب وقوع تجاوزات بحق المدنيين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، أن الأوضاع باتت تحت السيطرة الكاملة، بعد التصدي لهجمات فلول النظام وإجبارهم على الانسحاب من المواقع التي تسللوا إليها. كما دعا الأهالي الذين توجهوا لمؤازرة الجيش والأمن العام إلى العودة إلى مناطقهم، مطمئنًا إياهم بأن القوات المسلحة تفرض سيطرتها بالكامل على المنطقة.

محاولات لزعزعة الاستقرار واعتقالات في صفوف النظام السابق

في ظل هذه التطورات، أحبطت قوات الأمن السورية هجومًا نفذته مجموعة مسلحة من فلول النظام السابق على الإدارة العامة للشركة السورية للمحروقات “سادكوب” في اللاذقية. وأكد مصدر أمني لوكالة “سانا” أن المواجهات انتهت سريعًا دون وقوع أضرار في المنشأة المستهدفة.

وفي تصريحات خاصة لشبكة “الجزيرة”، أكد المسؤول الأمني في الساحل السوري، ساجد لله الديك، أن القوات الأمنية ألقت القبض على شخصيات بارزة من النظام المخلوع خلال عمليات ملاحقة، مشيرًا إلى استمرار الجهود لتفكيك شبكاتهم بالكامل. وأضاف الديك أن بعض فلول النظام لجأوا إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، مما أعاق تقدم القوات في بعض المناطق.

توثيق انتهاكات ودعوات لتحقيق دولي

في ظل تصاعد القلق من الانتهاكات ضد المدنيين، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 164 مدنيًا في عدة مناطق، في حين تحدثت مصادر عن عمليات تصفية ميدانية واختفاء قسري على خلفيات مناطقية وطائفية.

وتزايدت الدعوات لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة لتوثيق هذه الجرائم، وسط مخاوف من تفاقم التوترات واندلاع موجات انتقامية جديدة، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في سوريا.

Read Previous

الرئيس السوري يؤكد على التحديات الوطنية وتعزيز الأمن في ريف طرطوس

Read Next

تصعيد إسرائيلي في الجنوب السوري وتحركات عسكرية مقلقة

Most Popular