سيريا مونيتور -دمشق
أثار رحيل البابا فرنسيس موجة من التفاعل المتباين، حيث احتفت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل بخبر وفاته مستخدمةً عبارات مسيئة، في وقت أعادت فيه وسائل إعلام تسليط الضوء على أبرز خطاباته الأخيرة، التي دان فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بشدة.
في كلماته الأخيرة، وصف البابا فرنسيس الحرب الإسرائيلية بأنها “تُنتج الموت والدمار، وتخلق وضعاً إنسانياً مروعاً ومشيناً”، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات عاجلة للفلسطينيين في غزة، مؤكداً أن “الشعب هناك يتضوّر جوعاً ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام”.
مواقف البابا لم تمر مرور الكرام في أروقة الاحتلال، حيث شنّ سفير إسرائيل السابق في إيطاليا، درور إيدار، هجوماً لاذعاً على البابا الراحل، واتهمه بـ”معاداة السامية”، مشيراً إلى أنه لا يليق بإسرائيل المشاركة في جنازته. ووصف إيدار خطاباته بأنها “تحريضية” لأنها ركزت على معاناة أطفال غزة، متجاهلة – بحسب زعمه – معاناة الأطفال الإسرائيليين.
إيدار لم يتوقف عند هذا الحد، بل قارن بين فرنسيس والبابا بيوس الثاني عشر، الذي اتُهم بالصمت خلال محرقة اليهود، قائلاً إن البابا فرنسيس “ينافسه في العداء للسامية”، واقترح أن تكتفي تل أبيب بإرسال ممثل منخفض الرتبة للجنازة، تعبيراً عن رفضها لمواقفه.
وفي السياق ذاته، أبدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استياءه من تصريحات البابا، وخاصة دعوته إلى فتح تحقيق دولي مستقل في جرائم إسرائيل بغزة. وخلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وصف نتنياهو تصريحات البابا بأنها “فضيحة”، مشيراً إلى أنها تتجاهل “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
وكان البابا قد وصف في سبتمبر/ أيلول 2024، الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان بأنها “غير أخلاقية وغير متناسبة”، متهماً جيش الاحتلال بتجاوز قواعد الحرب، في أحد أبرز المواقف العلنية التي تبناها الفاتيكان لإدانة العدوان على غزة، المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والمتسبب بكارثة إنسانية غير مسبوقة.