سيريا مونيتور – دمشق
أعلنت السلطات السورية، اليوم الثلاثاء، فتح تحقيق رسمي في واقعة تدنيس ضريح الحاخام اليهودي حاييم فيتال، أحد أبرز أعلام التصوف اليهودي، بعد أن أقدم مجهولون على تخريب الضريح الواقع في أحد أحياء العاصمة دمشق مطلع الأسبوع الجاري.
ووفق مصادر أمنية، فقد أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الدافع وراء الحادثة قد يكون السرقة، فيما أكّد مسؤول في الأمن العام، محمد أحمد، أن الجهات المختصة تعمل على ملاحقة الجناة ومحاسبتهم، مشدداً على التزام الدولة بحماية جميع المواقع الدينية والثقافية على أراضيها.
وأثار الحادث استياءً محلياً ودولياً واسعاً، حيث عبّرت رابطة الحاخامات في الدول الإسلامية عن استنكارها لما وصفته بـ”اعتداء على التراث الإنساني”، مطالبة الحكومة السورية بتأمين المواقع الدينية اليهودية، بما في ذلك المعابد والمقابر. كما اعتبرت أن هذه الحادثة تأتي في سياق “تجاهل طويل الأمد” لهذا التراث.
من جهته، أعرب بخور شماطوب، أحد ممثلي الجالية اليهودية المتبقية في دمشق، عن حزنه العميق لما جرى، مطالباً باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية ما تبقى من أماكن مقدسة يهودية، مؤكداً أن هذه المواقع جزء من التراث الوطني السوري وليست مرتبطة بطائفة واحدة فقط.
الضريح المُستهدف يقع في أحد الأحياء القديمة من دمشق ويُعد ذا أهمية تاريخية وروحية، إذ يُعتبر الحاخام فيتال من أبرز وجوه الكابالا، وتُدرّس مؤلفاته حتى اليوم في الأوساط الدينية اليهودية.
في السياق ذاته، نبّهت منظمات يهودية وحقوقية إلى أن الحادثة لا يمكن اعتبارها معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من التجاوزات التي طالت مواقع دينية يهودية في البلاد، وسط تراجع حاد لأعداد أبناء الطائفة اليهودية في سوريا نتيجة عقود من الصراع والاضطهاد.
من جانبها، دعت الناشطة الحقوقية غنى جلبون إلى تشكيل لجان مستقلة لحماية المواقع الدينية والتراثية، مع ضرورة تفعيل التعاون مع منظمات دولية متخصصة للحفاظ على ما تبقى من التنوع الديني والثقافي السوري.
