سيريا مونيتور -دمشق
أعلن وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن تسلمه وثائق وخرائط تاريخية من الأرشيف الفرنسي حول الحدود اللبنانية السورية، وذلك في خطوة تهدف إلى دعم عملية ترسيم الحدود البرية بين البلدين.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية اللبنانية أن الوزير رجي استقبل السفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، الذي قام بتسليمه نسخة من هذه الوثائق والخرائط. وأضاف البيان أن هذه الخطوة تأتي بناءً على طلب لبنان ووعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للرئيس اللبناني، جوزيف عون، خلال زيارته الأخيرة إلى باريس.
وأكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن هذه الوثائق والخرائط ستساهم في عملية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، مشيرة إلى التعاون المستمر بين البلدين في هذا المجال. وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد ذكر في وقت سابق أنه ناقش مع الرئيس عون عدداً من الملفات المتعلقة بسوريا، بما في ذلك ضرورة ترسيم الحدود بين البلدين، مؤكداً على العمل المشترك مع الأمم المتحدة في هذا الشأن.
في 27 مارس الماضي، عقد اجتماع أمني رفيع المستوى في مدينة جدة السعودية بين سوريا ولبنان، بحضور وزيري دفاع البلدين، تم خلاله التوصل إلى اتفاق حول تعزيز التنسيق الأمني وترسيم الحدود، رغم أن الاتفاق لم يتضمن ترسيم الحدود بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، تم الاتفاق على تشكيل لجان قانونية وفنية مشتركة للعمل على تنسيق الإجراءات اللازمة.
منذ استقلال لبنان وسوريا عن الانتداب الفرنسي في عام 1946، بقيت مسألة ترسيم الحدود بين البلدين مشكلة عالقة، حيث أدى التقسيم الاستعماري الفرنسي إلى تحديد خطوط حدودية غير واضحة تسببت في توترات دبلوماسية واشتباكات مسلحة بين البلدين.
الحدود بين لبنان وسوريا تمتد على طول نحو 375 كيلومترًا وتشمل معابر حدودية برية متعددة، ولكن هناك مناطق متنازع عليها، أبرزها مزارع شبعا، التي تعتبرها لبنان جزءاً من أراضيها رغم أنها تحت السيطرة الإسرائيلية منذ عام 2000. هناك أيضًا خلافات على مناطق أخرى مثل القموعة، العديسة، ومناطق في بعلبك الهرمل بسبب عدم وجود علامات حدودية واضحة.
تأمل بيروت أن تساعد الوثائق والخرائط الفرنسية في حل هذه الخلافات وتسهيل ترسيم الحدود، بما يسهم في إنهاء عقود من التوترات مع دمشق.