موسم القمح في شمال سوريا وتوقعات بإنتاج وفير ودعم متنامٍ للمزارعين

بدأ مزارعو شمال سوريا هذا الأسبوع موسم حصاد القمح وسط توقعات بإنتاج وفير، يعكس تحسناً ملحوظاً في القطاع الزراعي بدعم مباشر من “الصندوق الائتماني لإعادة إعمار سوريا” (SRTF)، الذي يواصل تنفيذ برامجه الزراعية في مناطق ريف حلب الشمالي ومحافظتي الرقة ودير الزور.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها Syria Monitor، فإن ما يزيد عن 3,100 مزارع شرعوا في جني محاصيلهم على امتداد نحو 7,000 هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح، وسط تقديرات بإنتاج يتجاوز 23 ألف طن متري من القمح هذا الموسم وحده، بمعدل إنتاج وسطي يبلغ 3.3 طن متري للهكتار، وهو رقم يُعد مرتفعاً مقارنة بمواسم سابقة تأثرت سلباً بغياب الدعم والتقلبات المناخية.

وقال مصدر مسؤول في إدارة البرنامج الزراعي لـ Syria Monitor:
“النتائج الأولية تبشر بموسم استثنائي، بفضل التحضيرات المسبقة والدعم الفني واللوجستي الذي قدمناه منذ بداية الموسم الشتوي، بدءاً من توفير البذار المحسنة إلى تأمين الأسمدة والوقود بأسعار مدعومة.”

ويعد هذا الموسم جزءاً من برنامج الدعم الزراعي الواسع الذي ينفذه “صندوق إعادة الاستقرار” والذي دخل مرحلته الحادية عشرة، وغطّى منذ انطلاقه أكثر من 42 ألف هكتار، استفاد منه حتى الآن نحو 15,000 مزارع. ووفقاً لتقديرات رسمية للصندوق، فإن إجمالي الإنتاج التراكمي من هذا البرنامج، بما في ذلك الموسم الحالي، سيتجاوز 350 ألف طن متري من القمح عالي الجودة.

مؤشرات مشجعة في باقي المناطق السورية

في المقابل، تتواصل في مناطق سيطرة النظام عمليات استلام القمح من المزارعين، حيث تعمل مراكز المؤسسة السورية للحبوب في جميع المحافظات بوتيرة نشطة، وسط إشادة رسمية بـ “الانسيابية” في عمليات التسليم، وتأكيد على استمرار دعم الحكومة للقطاع الزراعي كمصدر استراتيجي للغذاء.

وقد حدّد وزير الاقتصاد والصناعة، محمد نضال الشعار، سعر شراء طن القمح القاسي من الدرجة الأولى (دوغما) بـ 320 دولاراً أميركياً، وفق القرار رقم 263 الصادر هذا الشهر، على أن يُضاف إليه مبلغ 130 دولاراً كمكافأة تشجيعية عن كل طن يتم تسليمه، وذلك بناء على المرسوم الجمهوري رقم 78 لعام 2025، الذي أصدره الرئيس السوري أحمد الشرع.

تحديات مستمرة وأمل متجدد

ورغم التفاؤل الكبير في أوساط المزارعين، لا تزال التحديات قائمة، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث يشكو الفلاحون من غياب بنى تحتية تسويقية، وضعف أنظمة التخزين، فضلاً عن المخاطر الأمنية المحيطة بمناطق الإنتاج، من بينها التهديدات المتكررة من بقايا الألغام ومخلفات الحرب، والتي تسببت في حوادث إصابة بين العاملين في الحقول خلال الموسم الماضي.

ومع ذلك، فإن عودة آلاف الهكتارات إلى الإنتاج الفعلي، مع التحسن في آليات الدعم، تبعث برسالة واضحة: القمح السوري لم يمت، والمزارع ماضٍ في معركة البقاء بإرادة لا تعرف الانكسار.

Read Previous

اليوم السابع من الحرب.. إسرائيل تهدد باستهداف خامنئي

Most Popular