سيريا مونيتور – أحمد المذيب
على ملعب نوى سبورت في ريف درعا الغربي، انطلقت مساء أمس الأحد منافسات بطولة “الرياضة تجمعنا”، بمشاركة فرق من نادي نوى وأخرى من قوات حفظ السلام الأممية (اليونوفيل).
بطولة صغيرة في شكلها، واسعة في رسائلها، تجمع فرقًا محلية بلاعبين من جنسيات وثقافات مختلفة، في مشهد يعيد للرياضة دورها الأعمق في خلق مساحات مشتركة رغم التحديات.
رجال نوى.. افتتاح قوي وانتصار لافت
في المباراة الافتتاحية، عوّض فريق كازاخستان غياب منتخب غانا، ليواجه رجال نوى 1 في لقاء اتسم بالسرعة والندية.
منذ الدقيقة الأولى، فرض نوى إيقاعه الهجومي، وأسفر الأداء المتماسك عن فوز عريض 8 – 4، وسط حضور جماهيري تفاعل مع كل هجمة وصافرة، ليصنع لوحة من الفخر الرياضي المحلي.
قدامى نوى.. أداء رجولي رغم الخسارة
أما اللقاء الثاني، فجمع قدامى نوى بمنتخب الأوروغواي من اليونوفيل.
وتقاسم الفريقان السيطرة خلال دقائق المباراة التي انتهت بالتعادل 4 – 4، قبل أن تحسمها ركلات الترجيح لصالح الأوروغواي 1 – 0.
ورغم الخسارة، ترك قدامى نوى بصمتهم من خلال الأداء القوي والانضباط، ونالوا احترام الجمهور وخصومهم.
الخبي: نرسل رسالة سلام من ملعب نوى
رئيس نادي نوى الرياضي خالد الخبي قال لسيريا مونيتور:
“بعد نجاح التجربة السابقة قبل أشهر مع فريق الأوروغواي التابع لقوات حفظ السلام، قررنا إقامة بطولة رمزية تضم أربع فرق من النادي وأربع فرق من اليونوفيل”.

وأردف أن هذه البطولة جاءت لتعزيز العلاقات الاجتماعية من خلال الرياضة، وإحياء الأجواء التنافسية الإيجابية في المدينة.
وأشار إلى أن عددًا من المباريات ستُقام تباعًا، ضمن أجواء تتسم بالروح الرياضية والتفاعل الجماهيري.
ونوّه إلى أن الرسالة التي يحرص النادي على إيصالها هي أن “الرياضة تبقى جسرًا للسلام، ولغة لا تحتاج إلى مترجم كي يفهمها الجميع”.
قوات حفظ السلام: جئنا من أجل السلام
من جانبه، قال قائد قوات حفظ السلام الأوروغوانية في المنطقة، الكولونيل باولو:
“لقد أتينا إلى هنا من أجل السلام، وسررنا بالتجربة السابقة، ونأمل أن يحقق فريقنا نتائج أفضل بعد خسارتنا الكبيرة بستة أهداف مقابل هدف قبل أشهر”.
وأشار إلى أن مشاركة اليونوفيل في هذه البطولة تحمل طابعًا رياضيًا وإنسانيًا في الوقت ذاته، وتمنح اللاعبين فرصة للتقارب والتفاعل بعيدًا عن ضغوط المهام العسكرية.

لاعبو نوى: البطولة فرصة لا تتكرر
أحد لاعبي فريق نادي نوى وصف اللقاء بأنه تجربة مميزة، قائلًا:
“استمتعنا بمواجهة فرق من خارج سوريا، وأُعجبنا بمهاراتهم وروحهم الرياضية العالية”.
وأردف أن مثل هذه الفعاليات تضيف على اللاعبين خبرة جديدة وتفتح آفاقًا للتعارف، حتى وإن كانت البطولة رمزية.

المتأهلون إلى الآن
رجال نادي نوى
منتخب الأوروغواي
رغم بساطة البطولة وغياب الطابع الرسمي عنها، فإنها بدت أكبر من مجرد منافسات كروية. فالمباريات التي احتضنها ملعب نوى جمعت وجوهًا من ثقافات متعددة في مدينة أنهكتها سنوات الحرب، لتعيد عبر كرة القدم بعضًا من المعنى الغائب:
أن الرياضة قادرة على فتح أبواب الحوار، وتخفيف التوتر، وتذكير الجميع بأن السلام قد يبدأ أحيانًا من تمريرة، أو هدف، أو مصافحة في نهاية المباراة.