(جوانا كيالي)
عرفت الشوارع والطرقات في سوريا، العديد من وسائل المواصلات، قديماً وحديثاً، وعلى مر السنوات كانت الأداة الناقلة الجديدة، تثير مشاعر متباينة بين الناس، لكن ”للباكسي“ وضع مختلف ومميز.
غزت ”الباكسي“ أو ”التوكتوك“ السوري، شوارع مدينة دمشق، في أحد أيام عام 2018 لتكسر الصورة المألوفة عن وسائل النقل الأخرى، واستطاعت بشكلها المميز، أن تجد طريقاً لها على الطرقات الضيقة، في حارات وأزقة مدينة دمشق، قبل أن تنتقل بشكل محدود، إلى مدن سورية أخرى.
وعادت صور “الباكسي” مجدداً إلى الواجهة بعد نشر صحيفة “تشرين” الموالية للنظام صوراً جديداً، لمراكب “الباكسي” في شوارع دمشق.
وجاءت تسمية “باكسي“ من دمج كلمتي (التاكسي والدراجة الهوائية)، لتصف وسيلة نقل بيئية تعمل على الكهرباء، وتوفر الوقت والمصروف على مستخدميها، مقارنة بوسائل النقل الأخرى، خصوصاً مع الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والعباد، فكانت النتيجة أن أصدرت محافظة دمشق موافقتها على المشروع، الذي انطلق كبداية بعدد محدود من”الباكسي“، قبل أن يزدهر مؤخرا، بعد أزمة البنزين التي شهدتها المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، ومناطق المعارضة السورية على حد سواء.
يقول “أحمد.ك” من سكان دمشق إن “الباكسي لم تنتشر على نطاق واسع في دمشق، ولا زال انتشارها محدوداً رغم أن الناس بدأوا بتصنيعها والعمل عليها منذ قرابة سنتين”.
وأضاف “أحمد” أنه “رغم أنه للباكسي معجبيها، لكن الكارهين لها ولركوبها كُثر، وأنا أرى أنها نوع جديد من وسائل النقل قد يفيد شريحة من الناس في ظل هذه الأزمة”.
وتنوعت الآراء حول مشروع ”الباكسي“، فالبعض يراه وسيلة سلبية تعتمد الأساليب القديمة للتنقل، بدلاً من العمل على إحداث وسائل نقل متطورة، واشتكى آخرون أن البنية التحتية غير مؤهلة لخدمة هذا النوع من ”التكسي“، بالإضافة إلى عودة فصل الشتاء حاملاً معه البرد والهواء والمطر وبرك الماء في الشوارع، بينما تمنى آخرون أن يتم توسيع التجربة، وتسهيل امتلاك ”الباكسي“ الخاص بهم، بعد أن بات ركوب التاكسي حلماً لمحدودي الدخل.
جدير بالذكر أن أزمة البنزين في سوريا، لم تجد حلاً من قبل المسؤولين في نظام الأسد، بالرغم من الوعود السابقة وتلافيها مع بداية شهر تشرين الأول الماضي، لتستمر دون أي تحسن يذكر.
جسر