انتقد تقرير لمجلة أمريكية ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المناطق التي يسيطر عليها نظام أسد، وتفاقم الأزمات الخدمية فيها رغم إعلان الأسد “انتصاره”.
وتساءل التقرير الذي نشرته مجلة “ The Economist” الأمريكية اليوم الجمعة وترجمته أورينت نت، عن سبب الأزمات الخدمية والصحية المتفاقمة في مناطق سيطرة أسد، رغم مرور نحو أكثر من عام على إعلان النظام انتهاء الحرب لديه، وقضائه على من وصفتهم بـ “المتمردين” الذين حالوا الإطاحة به، وفق تعبير المجلة.
ولخص التقرير جملة من المشكلات الأمنية والصحية والخدمية التي تعصف بالمدنيين القاطنين في مناطق سيطرة نظام أسد، أولها ارتفاع أسعار المواد الغذائية ولجوء النساء لطهي الأعشاب بغية سدّ رمق أطفالهن.
كما تدافع الرجال أمام أفران الخبز للحصول على ربطة بسعر مدعوم، إلى جانب أزمة الطوابير الطويلة أمام محطات بيع الوقود بعد تخفيض المخصصات من البنزين لجميع أنواع المركبات والسيارات العاملة العامة منها والخاصة.
واتهم تقرير المجلة نظام أسد في التمييز بين مرضى فيروس كورونا في الرعاية الصحية، عبر تقديم الأسرّة في المستشفيات والرعاية الصحية اللازمة للمقربين منه، محذراً من مساعي النظام في إخفاء عدد ضحاياه من فيروس كورونا، والذي يقدر بنحو ثمانين ضعفاً عن الرقم المعلن من وزارة صحة حكومة أسد، بحسب دراسة جامعة “إمبريال كوليدج” البريطانية.
وهاجم التقرير ازدواجية السياسة الأمريكية في التعامل مع نظام أسد، التي أخذت على عاتقها معاقبة النظام بعقوبات متلاحقة، في وقت لا تزال القوات الأمريكية متمركزة في أكثر مناطق سوريا غنى بالنفط، خلافاً لما وعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من شمال شرق البلاد.
ويرى التقرير أن نهج عدد من الدول الأوروبية إلى معاقبة ومحاكمة نظام أسد ورجالاته، تماما كما فعلت واشنطن التي حرصت على “تكديس” العقوبات على سوريا، لا جدوى منها سوى أن ضيّقت الخناق على المدنيين، وشلت حركة الحوالات المالية التي يعتمد عليها الكثير من السوريين، فالعقوبات بحسب التقرير “جعلت نظام أسد أكثر ضراوة”.
وتطرق التقرير إلى الدول الحليفة لنظام أسد، كإيران التي ترزح هي الأخرى تحت العقوبات ذاتها المفروضة على النظام، ما يعرقل من عملية دعمها لإعادة الإعمار في مناطق سيطرة أسد، على خلاف روسيا التي “بدأت تستمتع بالنفوذ الذي يمنحه إياها اليأس السوري”، وفق تعبير المجلة.
وختم التقرير أن النظام “بدأ بالاستحواذ على مزيد من الاقتصاد لنفسه”، بدليل محاصصته لعدد من رجال الأعمال الذين ساندوه طوال الحرب، واقتطاعه عقارات أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة في سوريا بثمن بخس، على حد قول المجلة.
وتشهد مناطق سيطرة نظام أسد تفاقما في أزمة الطوابير أمام منافذ بيع الخبز والمحروقات والمواد الغذائية المباعة بالسعر المدعوم، منذ مطلع شهر أيلول الحالي، وسط تدهور وتردي الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
وسبق لنظام أسد أن اتهم واشنطن بالوقوف وراء تدني الأوضاع المعيشية في سوريا وقطع وارداتها من المشتقات النفطية، عبر استمرارها في فرض عقوبات اقتصادية متلاحقة تستهدف المفاصل الحيوية في الاقتصاد السوري.
وتزامن ذلك مع توعد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، والمبعوث الخاص إلى سوريا جول ريبيرن، في تسجيل له بثته السفارة الأمريكية أمس الخميس، باستئناف بلاده فرض عقوبات جديدة تهدف إلى قطع مصادر ثروة أسد ورفاهيته، مؤكداً أنها موجهة إلى وحدة عسكرية معينة أو منظمة حكومية أو فرد أو شركة تدعم أسد” حسب تعبيره.