تحدثت مصادر طبية داخل مدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا، عن وجود ارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، محذرة من خروج الوضع عن السيطرة مع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة.
وبلغ عدد الحالات المُسجَّلة بفيروس كورونا في مناطق “الإدارة الذاتية” عموما حتى اليوم، 4164 حالة، منها 470 إصابة معلنة في مدينة الرقة، في حين يتوقع مراقبون في لجنة الصحة التابعة لـ “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، ارتفاع الأعداد الحقيقية عن المعلنة بشكل كبير، نظراً لعزوف كثير من المدنيين عن إجراء الفحوص وأخذ المسحات.
تقصير في تطبيق إجراءات الوقاية
الطبيب سليمان شناعة، وهو مختص بالأمراض التنفسية في مدينة الرقة، يقول لموقع تلفزيون سوريا، إن فيروس كورونا ينتشر في الأجواء الباردة بشكل أكبر من الأجواء الحارة، وذلك لأن درجات الحرارة المنخفضة تساعده على البقاء لأيام أطول على أسطح الأجسام، وعليه توقع حدوث تزايد مطرد في أعداد الإصابات بالفيروس، خلال فصل الشتاء القادم، ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية جدية من المواطنين أنفسهم و من الجهات المسؤولة بصورة عامة.
و أضاف “نتوقع أن تكون أعداد الإصابات في الرقة أعلى من الأعداد المعلنة بفارق واضح، وذلك لعدم اكتشاف الحالات المعلنة إلا عبر المسحات الطبية، في حين يعزف العشرات عن موضوع المسحات الطبية خشية تأكيد إصابته بفيروس كورونا، ناهيك عن الاختلاط الاجتماعي المستمر في المطاعم والمقاهي ووسائل النقل العامة وغيرها “.
أما محمود العجيلي، من أهالي مدينة الرقة يرى أن الإهمال والاستهتار بالإجراءات الوقائية من كورونا، نابع من “الادارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقال “هم (الإدارة الذاتية) أساسا لا يلتزمون بالوقاية في مقارهم ومؤسساتهم و مراكزهم عموماً، حتى أن المدارس والمطاعم وحافلات النقل العامة وغيرها من أماكن التجمع قيد العمل وبشكل نشط، وقبل يومين أقامت الإدارة الذاتية في الرقة مهرجانا كبيرا للمرأة في الملعب الأسود الذي يضم صالات عزل مجتمعي، دون اتخاذ أي إجراءات تباعد أو ما شابه “.
أما نسرين مهنا، وهي ممرضة في مشفى التوليد وسط مدينة الرقة، قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن “قرارات وأفعال الإدارة الذاتية هي السبب الرئيسي في تهاون المواطنين مع إجراءات كورونا ، فحملات التوعية و فرض الإجراءات ذاتها على موظفيها ومؤسساتها لاسيما الصحية هو رسالة توعية للمواطنين، لكن هذا غائب عن الواقع، فحتى موظفو لجنة الصحة وغيرهم، لا يتخذون إجراءات الوقاية من فيروس كورونا رغم الأرقام المتزايدة لعدد الإصابات الرسمية بالفيروس “.
العادات تعيق تطبيق إجراءات الوقاية
قبل شهرين، أعلنت “الإدارة الذاتية” خروج فيروس كورونا عن سيطرتها، و دخولها مرحلة التأقلم مع الفيروس، مؤكدة اعتماد مبدأ الوقاية الذاتية أو الحجر المنزلي .
وتعليقاً على اعتماد مبدأ الوقاية الذاتية، يقول فيصل الجاسم من أبناء حي المشلب شرقي مركز مدينة الرقة “نحن في مجتمع عشائري قبلي أبعد ما يكون عن إمكانية الالتزام، فالاختلاط بيننا هو واجب يومي في سهراتنا وحفلاتنا وغيرها، لاسيما أن وجهاءنا وكبار السن فينا يشككون بوجود كورونا أصلاً، وهذه من المعضلات الكبيرة التي تتسبب بازدياد الإصابات “.
وشهدت مدينة الرقة أعلى حصيلة لعدد الإصابات في 3 من تشرين الأول الجاري، حيث بلغ عدد الإصابات 49 حالة، بينما شهد يوم السبت 24 من الشهر الجاري، ثاني أكبر حصيلة للإصابات حيث بلغ عددها 44 إصابة.
الرئيسة المشتركة للجنة الصحة في مجلس الرقة، الدكتورة زينة الكبة، تقول لموقع تلفزيون سوريا، إن سبب تزايد الإصابات في المدينة يعود إلى عدم تطبيق قواعد الوقاية الأساسية والاستهتار بخطر الفيروس، رغم حملات التوعية الصحية المتكررة في عموم الرقة.
وأوضحت الكبة أن لجنة الصحة وعبر منافذها الطبية يأخذون مسحات يومية بأعداد متفاوتة تبدأ من 20 مسحة كحد أدنى، وذلك لتأكيد الإصابة من عدمها، وفق جهاز اختبار الـpcr إلا أن الخوف من الفحص يدفع كثيرا من المواطنين إلى التداوي بعيداً عن المراكز الصحية المعتمدة خشية وصفهم بالفيروس.
و تشير الكبة إلى أن الدعم المقدم من المنظمات الدولية العاملة للجنة الصحة في الرقة، أقل من المطلوب أمام تضخم أعداد إصابات كورونا، حيث يتمثل في تقديمها منافس وكمامات ومعقمات للمراكز الطبية في المدينة.
عودة إلى فرض حظر جزئي
ويوم أمس، قررت “الإدارة الذاتية” التي تسيطر على مناطق في شمالي وشرقي سوريا، إعادة فرض حظر للحركة في مناطق سيطرتها، بعد الازدياد الملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
الإدارة قررت فرض حظر تجول جزئي يبدأ من تاريخ 30 من تشرين الأول ولغاية تاريخ 8 من تشرين الثاني القادم.
كما شمل الحظر، إغلاق كافة الأسواق الكبرى والمرافق العامة طيلة فترة الحظر، واستثنى المحال التجارية ومحال بيع المواد الغذائية والخضار، وحدد موعد إغلاقها في كل يوم عند الساعة الثالثة عصراً.
وفي 13 من أيلول الفائت، أصدرت قراراً في يقضي بالسماح بافتتاح صالات الأفراح ومجالس العزاء والتجمعات الأخرى مع ضرورة الالتزام بالقواعد الوقائية والتباعد الاجتماعي، جاء ذلك مع تأكيدها (الإدارة) خروج حالات الإصابة بالفيروس عن السيطرة ودخول مرحلة التأقلم معه.
تلفزيون سوريا