“تصعيد عسكري وحصار شامل: معاناة جنين تتفاقم وسط تدمير واسع وانتهاكات مستمرة”

سيريا مونيتور..

يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع على التوالي، مع تصعيد عسكري واستنفار واسع للقوات والوحدات الخاصة. وشملت العمليات اقتحامات ومداهمات في مختلف مناطق الضفة الغربية، أسفرت عن مواجهات واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين.

حصار شامل وخسائر بشرية

فرض الجيش حصارا مشددا على مدينة جنين ومخيمها، حيث أغلق المداخل الرئيسية الأربعة بالسواتر الترابية ومنع الدخول والخروج منها. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء نتيجة العدوان 13 شخصًا، بينهم طفل، فيما تجاوزت الإصابات 50 حالة، بينها حالات خطيرة.

صرّح نائب محافظ جنين، منصور السعدي، بأن الحصار والإغلاق عمّقا معاناة المواطنين، خاصة المرضى والطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي، الذي يعاني من انقطاع الكهرباء وإمدادات الوقود بسبب العدوان. كما أشار إلى تعرض المخيم لهجمات جوية وأعمال مداهمة أجبرت مئات العائلات على النزوح.

استهداف المنازل والنزوح القسري

ذكرت مصادر محلية أن الجيش أحرق منازل تعود لعائلة مشارقة في مخيم جنين، ومنع طواقم الدفاع المدني من الوصول لإخماد الحرائق. كما أُجبرت عائلة المواطن أحمد أبو الهيجا على إخلاء منزلها الذي حُوِّل إلى ثكنة عسكرية.

في حادثة مأساوية، لم تتمكن سيدة مسنّة تقيم في الطابق الأرضي من أحد المنازل المحترقة من النزوح بسبب حالتها الصحية، ما دفع العائلة إلى مناشدة الجهات المعنية لإخلائها على وجه السرعة.

مواجهات واعتداءات

أسفرت المواجهات في مناطق مختلفة عن إصابات عديدة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأنها تعاملت مع خمس إصابات مساء الخميس، منها ثلاث جراء اعتداء بالضرب من قبل جنود الجيش على حاجز الجلمة العسكري، واثنتان بشظايا الرصاص الحي في أحد مراكز إيواء النازحين.

كما احتجزت القوات عددا من الفلسطينيين في حي الخروبة، وأخضعتهم لاستجواب ميداني بعد مداهمة منزل لعائلة القط.

تدمير البنية التحتية

امتد العدوان إلى تدمير البنية التحتية في جنين ومخيمها وبلدة برقين المجاورة. وتم قطع الكهرباء عن المستشفيات والمناطق السكنية، في حين مُنعت طواقم شركة الكهرباء من إصلاح الأضرار. كما فُرض حظر تجوال شامل داخل المخيم، مع إجبار العائلات على النزوح تحت تهديد السلاح، بينما خضع المارون لإجراءات تفتيش دقيقة شملت بصمات العين والوجه.

إلى جانب الخسائر البشرية، خلّف العدوان دمارا هائلا في البنية التحتية، من تدمير الطرق والمباني السكنية إلى تعطيل الخدمات الأساسية، مما زاد من معاناة السكان المحاصرين في جنين ومحيطها.

Read Previous

انفجار سيارة مفخخة في “منبج” يودي بحياة مدني ويصيب آخرين

Read Next

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يزور دمشق ويلتقي المسؤولين السوريين

Most Popular