سيريا مونيتور – دمشق
أكدت وكالة “رويترز” أن الرئيس السوري أحمد الشرع قد يشارك في مؤتمر المانحين التاسع بشأن سوريا، المقرر عقده في 17 آذار الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل، في خطوة قد تمثل أول زيارة له إلى أوروبا منذ تسلمه السلطة.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر أن حضور الرئيس السوري لهذا المؤتمر يأتي بعد توجيه دعوة رسمية من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دعوة مماثلة وُجهت إلى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.
ووفقًا لوكالة “الأناضول”، فإن الاتحاد الأوروبي أرسل هذه الدعوة في إطار جهود دبلوماسية جديدة لتعزيز الحوار مع الإدارة السورية، في ظل التحولات السياسية التي تشهدها البلاد.
لقاء بين الشرع ورئيس المجلس الأوروبي
في 4 آذار الجاري، التقى رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، بالرئيس أحمد الشرع على هامش القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة لمناقشة الأوضاع في غزة.
وعقب اللقاء، نشر كوستا تغريدة عبر منصة “إكس” قال فيها: “أجريت لقاءً أوليًا مثمرًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وكان من المفيد الاستماع مباشرة إلى العملية السياسية الجارية في سوريا والتحديات التي تواجهها”، مشيرًا إلى أنه يتطلع للقاء الإدارة السورية في مؤتمر بروكسل القادم.
وأضاف كوستا أن “سوريا لديها فرصة تاريخية لإعادة توحيدها وإعادة بنائها في إطار عملية سياسية شاملة بقيادة سورية”، مشددًا على التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الانتقال الديمقراطي والسلمي في البلاد.
موقف الاتحاد الأوروبي من مشاركة سوريا
أعلن الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر الماضي عن توجيه دعوة إلى وزير الخارجية السوري لحضور المؤتمر، غير أن المتحدث باسم مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، أنور العنوني، أشار إلى أن الرئيس الشرع “لا يزال مدرجًا على قائمة عقوبات الأمم المتحدة”، مما يمنعه من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ورغم ذلك، أوضح العنوني أن “من الممكن إعفاؤه من هذه القاعدة إذا طلبت ذلك دولة عضو أو جهة معينة”، في إشارة إلى احتمال تقديم استثناء يسمح بمشاركته.
تأكيدات أوروبية على دعم استقرار سوريا
بدورها، أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أنيتا هيبر، خلال مؤتمر صحفي، أن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه الإدارة السورية لم يتغير رغم التطورات الأخيرة، مشددة على أن الحل في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا عبر انتقال شامل.
وأشارت هيبر إلى أن مؤتمر المانحين المقبل سيكون فرصة مهمة لمواصلة الحوار مع المسؤولين السوريين حول الأوضاع الميدانية وسبل تقديم الدعم الأوروبي. كما أكدت أن الدعوة الموجهة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أُرسلت رسميًا، مما يعكس رغبة الاتحاد الأوروبي في إشراك الحكومة السورية في الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار دائم.
منذ عام 2017، يعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمرات للمانحين في بروكسل لدعم سوريا، حيث تلتزم الدول الأعضاء بتقديم منح وقروض لمساعدة سوريا والمجتمعات المضيفة في المنطقة.
ويحمل مؤتمر هذا العام عنوان “الوقوف إلى جانب سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”، ويتميز بمشاركة الحكومة السورية للمرة الأولى، ما قد يشكل نقطة تحول في العلاقة بين دمشق والاتحاد الأوروبي، ويفتح الباب أمام مقاربة جديدة لدعم استقرار سوريا وإعادة إعمارها.